حسين عتودي
حسين عتودي
-A +A
د. حسين بن محمد عتودي *
حاسة السمع هي مفتاح اتصال الطفل بالعالم الخارجي، ولها دور كبير في نموه وتطوره وتعلمه واكتسابه اللغة، وفي حمايته باكتشافه الأخطار المحدقة به، وتبدأ حاسة السمع بالعمل من الأسبوع السادس عشر من الحمل، علما بأن الأذن تأخذ شكلها النهائي، في الأسبوع 24 من الحمل، ويستطيع الجنين تمييز صوت المشيمة والمعدة ونبضات قلب الأم، وبذلك تكون حاسة السمع أول الحواس التي تعمل فعلا، في جسم الإنسان، ولما كانت حاسة السمع مكتملة عند الولادة كان من سنته صلى الله عليه وسلم أنه يؤذن في أذن المولود، ومن عظمة الخالق سبحانه وتعالى أن لكل جزء من أجزاء الأذن دورا مهما، ويجري العمل بينها بتناسق، فالصيوان بشكله الملتف والمرن يحدُد مكان الصوت ومن ثم جمعه إلى قناة الأذن السمعة، ومنها إلى غشاء الطبلة، الذي يصل الأذن الخارجية بالوسطى.

ولضعف السمع عند الأطفال عموما وحديثي الولادة خصوصا، أسباب وعوامل كثيرة وأنواع متعددة، وتبرز أهمية الكشف المبكر لمشكلات السمع لدى الأطفال، وأهميتها في حماية هذه الحاسة والتدخل لعلاجها في حالة ما كانت تعاني من الضعف، ويكون هذا البرنامج عادة من ثلاثة عناصر، الفحص الأول للسمع عند الولادة، وتشخيص أي مشكلة صحية، ومن ثم التدخل المبكر ليضمن العلاج اللازم والمطلوب، وتأهيل الطفل في حاسة السمع ودعمه، لتطوير مهاراته اللغوية والمعرفية، ليكون عضوا منتجا وفاعلا في المجتمع.


وأكدت أغلب الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في حاسة السمع وخضعوا لمثل هذه البرامج من الكشف والتدخل المبكر قبل الشهر السادس من أعمارهم، تطورت مهاراتهم اللغوية بعد العلاج والتأهيل، بشكل أقرب إلى الطبيعي، مقارنة بالأطفال الذين تم كشف ضعف سمعهم بعد هذا العمر وأدى ذلك إلى تأخر باللغة والكلام لديهم، وأخيرا أسأل الله أن يمتع أطفالنا بالصحة والسلامة، ويجنبهم الأمراض والإعاقات. وبالله التوفيق.

* استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة للأطفال

Weew5400@gmail.com