-A +A
عبده علواني - جازان @alwani20088
قدَّم الأديب والمثقف السعودي منور البدري وابنته الأكاديمية والأديبة الدكتورة أميمة البدري، واحداً من أروع الأمثلة للقيمة الكبيرة التي تحظى بها المرأة في المجتمع السعودي، وذلك عندما أتاح نادي جازان الأدبي للبدري للأب تكريم ابنته في نهاية محاضرتها عن المرأة والأدب السعودي، بحضور عملاق القصة المخضرم طاهر عمر زيلع، الذي كان محاضراً هو الآخر ومشاركاً في الاحتفاء بالأدب السعودي مساء أمس الأول، ضمن الفعاليات التي أطلقها كل من هيئة الثقافة العامة ونادي جازان الأدبي، ضمن فعاليات «رمضان..الثقافة ألوان»، التي يقيمها نادي جازان الأدبي في مقره وفي نواحي أخرى من المدينة.

واستهل الأديب عمر زيلع محاضرته بالحديث عن ذكرياته ورؤاه عن رمضان، ذلك الشهر الفريد الذي يعد رمزاً للمسلمين.


وقال زيلع: «إن رمضان شهر نادر في عدده ونظامه، تحضر فيه الأمهات وأصوات المكبرات وتجليات المجتمع، ويتغير فيه نظام المجتمع، بينما لايؤثر على نظام الصيرورة، فيزاول الناس أعمالهم فتراهم يذهبون إلى أعمالهم وينامون وكانوا يحاربون وهم صائمون، وهو يمثل النموذج الأمثل فيحتفظ الليل بصفاته والنهار بصفاته في عبادة تجمع كل الغايات».

ونوَّه زيلع بدور المرأة وأنها تملك السلطة عصرا كونها بحكم قيامها بأعمال المائدة فهي صاحب السلطة، مشيرا إلى أن الزمن الماضي كان يفتقد للثلاجات وأدوات الراحة بينما توجد أشياء بدائية في البيوت وبعض المأكولات والمشروبات التقليدية عوضا عن مطاعم ومشارب غزت المجتمع نتيجة تقارب وتلاقي الحضارات.

وتعرَّض القاص المعروف لبعض ذكرياته عن رمضان في قريته ومصاعب التنقل خلال الصيام في الحر الشديد وأنه يملك من هذه الذكريات عملاً أدبياً كتبه في رمضان، واستشهد بنماذج من الشعر السعودي عن رمضان لكبار الشعراء السعوديين أمثال حسين عرب وعبدالقدوس الأنصاري ومحمد السنوسي.

وفي المقابل، خصت الأديبة والقاصة والأكاديميةالسعودية الدكتورة أميمة البدري ليلة الأدب بالحديث عن المرأة السعودية والمكانة التي وصلتها الآن لترتقي درجات عدة في التعليم، وعرَّفت في بداية حديثها السرد وأنه شكل بيئة خصبة للفكر النسائي للظهور وترسيخ مفاهيمه والتعبير عن ذاته وعوالمه ومعاناته، في الوقت الذي شهد فيه تاريخ المرأة في الثقافة العربية تغافلاً وتجاهلاً وذلك بسبب الظروف الاجتماعية والحضارية التي عاشتها المرأة في تلك الفترات.

وقالت البدري: «إن المرأة تسعى لاستعادة كيانها للمساهمة بفاعلية في الحياة اليومية، وظهور النفط أوجد تحولات جذرية وأحدث تأثيراً على الثقافة العربية بشكل عام وعلى حياة البداوة بشكل خاص، وشهدت المنطقة حركة تعليمية وعلاقات متبادلة».

وعن الرواية السعودية، قالت: «إنها نشأت متأخرة مقارنة بعدد من الدول العربية مثل مصىر والعراق ولبنان، وقد مرت بأربع مراحل زمنية وتاريخية هي مرحلة النشأة ومرحلة التأسيس ومرحلة الانطلاق ومرحلة التحولات الكبرى بدءاً من العام 2000م».

وأضافت: «إن ظهور الرواية النسوية بدأت في أوائل الستينات بعد ثلاثين عاماً من رواية الكاتب الرجل، والروايات النسائية لم تكن نتاج البيئة الاجتماعية بقدر ماهي تجارب فردية نسائية تنورت تعليمياً وثقافياً خارج المجتمع السعودي، واحتلت المرأة مساحة مهمة في الرواية السعودية تمثل النموذج السعودي الذي يعالج عدداً من القضايا الاجتماعية، وهي تتنقل بين المذهب الواقعي والرومانسي».

وأوضحت أن العام 2000م شهد مرحلة الطفرة الأدبية للرواية السعودية بما حملته من طبيعة وأفكار، كما يعد العام 2006م هو عام الطفرة الأكبر بل عام الثورة الروائية النسوية وظهور عدد من الكاتبات اللاتي طرحن أفكاراً وقضايا وحكايات لم تكن مطروحة من قبل، وكشفت عن عوالم كانت لعقود طويلة لايمكن البوح بها.

واختتمت الدكتورة أميمة البدري بالقول: «إن الخطاب السردي السعودي له خصوصيته، لذلك يتميز ببنية خاصة نسجت هوية الإنسان العربي السعودي، متسائلة هل سنرى في المستقبل ظهوراً أقوى عما هو عليه من المرأة السعودية».

وقدَّم للمحاضرة وأدارها الشاعر إبراهيم الحملي، وشهدت مداخلة من الشاعر المعروف أحمد الحربي عبر الهاتف، هنأ فيه الجميع معتذراً عن عدم مشاركته لظرفه الصحي، في الوقت الذي شكر فيه رئيس نادي جازان الأدبي حسن أحمد الصلهبي المحاضرين والمقدم والجمهور الحاضر على ليلة جميلة من ليالي الأدب السعودي.

وكرِّم الصلهبي القاص عمر طاهر زيلع، بينما تولى منور البدري تكريم ابنته المحاضرة في مشهد نادر ومؤثر يؤكد مكانة المرأة في مجتمعنا السعودي.