-A +A
طارق فدعق
من النادر أن تكون قد نجوت اليوم من البكش بشكل أو آخر. أيام زمان كان الناس يتداولون قصصه كوقائع عجيبة ونادرة، ولكن اليوم أصبحت هذه الظاهرة السلبية شبه عادية، وأحد الأسباب هو انتشارها لدرجة أن تقديرات تعرضنا له قد تصل إلى مئات الحالات يوميا.. وتشمل طبعا ادعاءات الإعلانات التجارية «الأنس». ولذا فمن الصعب أن نجد الجديد والمذهل في هذا المجال، ولكن هناك ما هو أغرب من الخيال في عالم البكش، واخترت لكم التالي: بدأت يومي في الصباح الباكر الجميل بصعود طائرة بوينج 777 عملاقة.. ولفت نظري قبل دخولي الطائرة حجم عجلاتها وهي من الأكبر حجما في العالم وتحمل وزناً يفوق 300 ألف كيلو جرام.. ما يعادل وزن نحو 200 سيارة «كامري». والعنصر الأساس المستخدم في صناعة منظومة العجلات التي تشمل 14 عجلة هو «التيتانيوم». ويتميز عن العناصر الأخرى بالعديد من الخصائص وتشمل القوة، وخفة الوزن، ومقاومة التآكل. ولكن هذا العنصر له ميزة عجيبة وهي البكش من نوع آخر. وهو من النوع النادر جدا الذي يحتوي على الإيجابيات، وتحديدا يخدع هذا العنصر المعدني العجيب الخلايا بداخل أجسامنا. سبحان الله أننا عندما نراه في حالته المعدنية الصماء لا نتخيل أنه يدخل ثم يبقى داخل الجسم البشري دون أن يسبب أي مشكلات، ولذا يستخدم في زراعة المفاصل الصناعية وخصوصا الركب، والأوراك، ويستخدم أيضا بكثرة في زراعة الأسنان. وللعلم فالعناصر الأخرى حتى الذهب تسبب في حركات مقاومة ورفض عنيفة من الأجهزة المناعية بداخلنا والتي قد تتصاعد لتصل إلى الحروب الشعواء على حساب صحة الجسد طبعاً. ولكن موضوع الخداع بداخل أجسامنا له جوانبه السلبية العجيبة. فعنصر «التليوريوم» على سبيل المثال له بعض الآثار العجيبة. لو انسكبت نقاط صغيرة على شخص ما، فيترك رائحة لا تطاق.. توليفة عجيبة من رائحة الثوم المركز، والتيوس «المفلوتة» الفواحة، والتي تدوم طويلا لفترة قد تصل إلى عدة أيام. وأما عنصر «البيريليوم» فيخدع أحاسيسنا بطعمه السكري بالرغم أنه من المواد السامة حتى لو تم التعرض له بكميات قليلة.

وأخيرا، فمن عالم المخلوقات، نجد العديد من الأمثلة وربما كان أحد أمثلتها الطريفة هي تجربتنا مع الوزغ أعزكم الله. فكلنا نواجه هذه الزواحف في يوم ما، ولأول وهلة يصاب بعضنا بحالة تشبه الذهول، وتصاب بها الوزغة أيضا.. الذهول من الطرفين ربما بنفس الدرجة. ورد الفعل هنا من جانب البشر هو الاشمئزاز طبعا.. وأما من وجهة نظر الوزغة فهي تتخلص من ذيلها في محاولة بائسة للبكش.. «يعني يعني» تمويها، ومن ثم الهروب من الخطر. وبصراحة، المحاولة «نصف كم» فلا أعتقد أن هناك إنساناً واحداً ينخدع بهذه الحركة فيتبعها «التليك» أو ما شابه.


أمنيـــــة

أتمنى أن ندرك أبعاد البكش، التي أصبح انتشارها على مستويات مختلفة تبدأ بالسياسة، وتتدرج إلى بعض الإعلانات، ثم التعاملات الإنسانية اليومية، وبعض المخلوقات، والعناصر الكيماوية. أدعو الله عز وجل أن يكفينا شرورها.

وهو من وراء القصد.

* كاتب سعودي