-A +A
سعيد السريحي
حين تتحدث قناة الجزيرة عن معاناة اليمنيين وتجد نفسها مضطرة أن يتضمن حديثها ما يتلقاه اليمنيون من إعانات ومساعدات تكتفي بالإشارة إلى دعم «إحدى الدول المجاورة لليمن»، أما حين تلفق تقارير عن الإصابات التي تحدث بين المدنيين جراء هذه الحرب فإنها تبرز بالخط العريض والصوت الغليظ أن هذه الإصابات تحدث نتيجة العدوان الذي تقوم به دول التحالف بقيادة «السعودية»، ولا يخفى على من له شيء من الوعي أن يدرك أنه أمام قناة لا يوجهها إلا موقفها العدائي من المملكة ولا يقودها إلا التحريض عليها، فالسعودية التي يتم إخفاء اسمها ويكتفى بالإشارة إليها على أنها إحدى الدول المجاورة هي السعودية التي يتم التأكيد عليها بالاسم عند الحديث عن الإصابات التي تحدث للمدنيين هناك، والتي تحرص الجزيرة على المبالغة فيها وتجاهل أسبابها وغض الطرف عمن يتسبب فيها، فلا تبدو سوى السعودية سببا وكأنما تريد الإيحاء لمن يتابعها ويصدق أكاذيبها أن المملكة تستهدف الشعب اليمني.

وحين تعرض القناة نفسها لزيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية وحديثه للإعلام الإمريكي وموقف المملكة من القضية الفلسطينية تعلن مرة أخرى بالصوت الغليظ والخط العريض أن اهتمام الأمير محمد بن سلمان إنما هو مصير القدس وحقوق الشعب الفلسطيني فقط، وكلمة «فقط» التي تزج بها في وسط الجملة التي تختصر بها خبرها على الشاشة محاولة منها إلى الإيحاء بأن الاهتمام قاصر وأن موقف المملكة من القضية الفلسطينية قد تراجع، تاركة لمن يتابعها ويقف في حيرة أمام تلفيقاتها أن يتساءل ما الذي يتبقى من القضية الفلسطينية إذا كان الاهتمام يشمل مصير القدس وحقوق الشعب الفلسطيني، وما هو موقع «فقط» من الإعراب في قناة لم يعد لها موقع من الإعراب؟، ثم لا يلبث ذلك المتابع أن يستغرق في الضحك حين يرى كلمة الأقصى مكتوبة «الأقصة» على شاشة تلك القناة، ويعرف عندئذ كيف يجتمع الحقد والجهل في قناة واحدة اسمها الجزيرة.


* كاتب سعودي

Suraihi@gmail.com