حسن الصهلبي
حسن الصهلبي
1411250
1411250
-A +A
حسن الصلهبي *
يا أنتِ، يا عَطَشَ الزجاجِ..

تَوَحَّمي بي مُذ سكَبْتُ على بيادرك الرحيق، فلقْتِ وجهَكِ فلقتينِ، غسلتِ واحدةً برغوةِ شاعرٍ، وتركتِ للأُخرى التَّمَاهي في فقاعاتِ البريقْ يتدفقُ الماءُ الجليلُ على رياضكِ، والزنابقُ تُسرِجُ الأحلامَ في وجلِ السكونْ، ما بين معترِشِي السماءَ الصبحُ يَفتحُ مُقلتيه على خريرِ الضوءِ لحظةَ أَيقَظَتْهُ الريحُ، أَلقتْ فوق جبهتِهِ المدى هَا قَامَ يَرْتَشِفُ النَّدَى يا أنتِ، رائحةُ السنابلِ تسبرُ الأغوارَ، تنعَسُ فوق أنسجةِ الجدار، وتستريحُ على ضفافِ الحوضِ ترقدُ وردتانِ، يَطوفُ حولَهُما النهارْ.


فتوَّهَجي...

إذ أَقطفُ التفاحَ في عمقِ الظلامْ، وبرحلتي في النهرِ مُنجرِفاً على جذع الرخامْ يعلو فحيحُ الريحِ، كيف تُجَرِّدُ الأشجارَ من تَرَفِ اللحاء؟ وكيف تبتدئ الحكايةَ، أولُ الثلجِ انهمارٌ، آخرُ النارِ انطفاء وعلى تلالِ الفضة الأوراقُ تفتعلُ البكاء، وتَستفيقُ على دبيبِ الفجرِ، تَسبحُ في وجيف الماء، تضحك..

تستظلُّ بخَوْطِ أُغنية وتأتزرُ الهواءْ آنستُ في ليلِ انتظاركِ نجمتين، رقصتُ بينهما، وأزمعتُ التربُّصَ بالقمرْ عجباً..

لماذا تخنقين الموجَ في كَفِّ انحسارك؟ تُغرقِين بمقعد في ظلِّ أوردتي، فينهمرُ المطرْ عجباً..

لماذا تستحيلُ اللحظةُ الخرساءُ في عجلِ الرفيفِ إلى وتر.

* شاعر سعودي