-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة)OKAZ_online@
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور ماهر المعيقلي، أن من مظاهر نقص الحياء، انتشار الألفاظ النابية، والتصرفات المشينة، والكذب والتضليل، وعدمُ احترام الآخرين، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يُرعى لكبير حق، ولا لصغير ضعف.

وبيّن في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، أن من مظاهر ضعف الحياء تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، مضيفاً أن أعظم من ذلك كله المجاهرة بالذنوب والمعاصي، فهي سبب لعدم العافية، في الدنيا والآخرة.


وأوضح أن الحياء هو خُلق الأنبياء والمرسلين، ومن سار على نهجهم من الصحابة والتابعين، فهذا موسى عليه السلام قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ»، وأما نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد تسنَّم صُوَرَ الحياء في أعلى قاماتها، فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ). وأضاف أن الحياء صفة للرب، حَيَاءُ جُودٍ وَكَرَمٍ، وبِرٍّ وَجَلال، فَإِنَّهُ سبحانه حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خائبتين، وَيَسْتَحْيِي أَنْ يُعَذِّبَ ذَا شَيْبَةٍ شَابَتْ فِي الإسلام.

وأبان أنه يجب على المسلم أن يستحي من الخالق سبحانه، فلا يتأخر في طاعته، ولا ينسى شكر نعمه، ولا يراه حيث نهاه، أو يفتقده حيث أمره، فالله أحق أن يستحيي منه، وبذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه، ففي معجم الطبراني (أَنَّ رَجلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ الله، كَمَا تَسْتَحِي رَجلا صَالِحاً مِنْ قَوْمِكَ).

وأفاد المعيقلي بأن الحياء دليل على رجاحة العقل، وأدب في التعامل مع الخلق، وطريق خير وصلاح، وسعادة وفلاح، في الدنيا والآخرة، الحياء شعار المتقين، ودثار الصالحين، وجلباب ستر الله على عباده المؤمنين. وأوضح أن الذي يُحَرِّكُ فِي الْقَلْبِ الْحَيَاءَ مِنَ الله عز وجل، أمور ثلاثة: تَعْظِيمُ الله وَحُبُّهُ، وَالْعِلْمُ بِرُؤْيَتِهِ وَاطِّلاعِهِ؛ فَمَتَى مَا كَانَ الْقَلْبُ مُعَظِّمًا لِرَبِّهِ، مُحِبًّا لَهُ سُبْحَانَهُ، عَالِمًا بِاطِّلاعِهِ وَرُؤْيَتِهِ وَأَنَّهُ لا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، تَحَرَّكَ الْقَلْبُ حَيَاءً مِنَ الله.