علي الحذيفي
علي الحذيفي
-A +A
«عكاظ»(المدينة المنورة) okaz_online@
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، أن نقض عقد الزواج وقطع حبل الزوجية بالطلاق يهدم المصالح والمنافع، ويؤدي لوقوع الزوج في فتن عظيمة، وتشرد الأولاد ويواجهون حياة شديدة الوطأة تختلف عما كانت عليه وهم في ظل اجتماع الأبوين فيفقدون كل سعادة تبتهج بها حياتهم ويكونون معرضين للانحراف بأنواعه المختلفة ويتضرر المجتمع بالآثار الضارة التي تلحق الطلاق.

وأشار في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي أمس، إلى أن بعض الناس استخف بالطلاق، فاستسهل أمره فوقع في أمور خطيرة وشرور كثيرة وأوقع غيره في ما وقع فيه وقد كثر الطلاق في هذا الزمان لأسباب كثيرة ومن أكبرها الجهل بأحكامه في الشريعة وعدم التقيد بالقرآن والسنة، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية أحاطت عقد الزواج بكل رعاية وعناية وحفظته بسياج من المحافظة عليه لئلا يتصدع وينهدم ويتزعزع أمام عواطف الأهواء، لذا يجب على الزوج والزوجة أن يصلحا أمور الخلاف في بدايته لئلا يزداد خلافاً وعلى الزوجين أن يعرف كل منهما صاحبه فيأتي كل منهما ما هو أرضى لصاحبه ويجتنب كل منهما مالا يحب الآخر.


وأكد الشيخ الحذيفي أن من أسباب دوام الزواج وسعادته الصبر والتسامح فمرارة صبر قليل يعقبه حلاوة دهر طويل وما استقبلت المكروهات بمثل الصبر، مبيناً أن من أسباب دوام الزواج تقويم الزوج ما أعوج من أخلاق المرأة بما أباحه الشرع وأذن فيه، مؤكداً أن على القضاة الإصلاح بين الزوجين في ما يرفع إليهم من القضايا حتى يتم الاتفاق وينتهي الطلاق، مضيفاً أن من حق المرأة على الزوج عشرتها بالمعروف وسكنها الذي يصلح لمثلها والنفقة والكسوة وبذل الخير وكف الأذى والضرر عنها، وقد يكون السبب في الطلاق من المرأة لبذاءة لسانها وسوء خلقها وجهلها فعليها أن تقوم أخلاقها وتطيع زوجها وتبذل جهدها في تربية أولادها التربية الصحيحة.

وبيّن أن سنة الله وشريعته جرت بأن يقترن الرجل بالمرأة بعقد النكاح الشرعي ليبنيا بيت الزوجية تلبية واستجابة لمطالب الفطرة والغريزة البشرية عن طريق النكاح.

وأوضح، أن طريق الزواج هو العفاف والبركة والنماء والطهر والرزق وصحة القلوب وامتداد العمر بالذرية الصالحة، وطريق الزنى هو الخبث ومرض القلوب وفساد الرجل والمرأة وذل المعصية وآفات الحياة والذهاب ببركتها والخلل في الأجيال والعذاب في الآخرة، لافتاً إلى أن الزوجة بيت يحتضن الذرية ويحنو عليهم ويرعاهم ويعلمهم، وأبوة وأمومة تعد الأجيال للقيام بأعباء الحياة ونفعِ المجتمع ورقيه في كل شأن وتوجه إلى كل خلق كريم وتمنع من كل خلق ذميم وتربي على الصالحات للدار الآخرة والحياة الأبدية، ويقتدي الصغير بما يرى فيتأثر بما يشاهد ويسمع حيث لا قدرة له على قراءة التاريخ وأخذ العبر منه والقدوة، لذا فإن عقد الزواج هو ميثاق عظيم ورباط قوي وصلة شديدة، مضيفاً كما يرى المفسرون أن عقد النكاح اشتمل على مصالح ومنافع للزوجين ومنافع ومصالح للأولاد ومصالح ومنافع لأقرباء الزوجين ومنافع للمجتمع ومصالح للدنيا والآخرة لاتعد ولا تحصى.