-A +A
فهيم الحامد (جدة)
FAlhamid@

تآكلت كرة الثلج القطرية وبدأت في الذوبان سريعا، مع تزايد أعداد الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها، إذ بدت الدوحة معزولة تماما عن محيطها الخليجي والعربي والإسلامي وحتى الدولي. قطر تدفع اليوم ثمن ليس فقط سياستها التآمرية ضد الأمة العربية والإسلامية بل إصرارها على المضي قدما في طريقها التآمري، وممارسة سياسة التسويف والمناورات والالتفاف على المواثيق والتعهدات التي قطعتها. وجاءت زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للسعودية أمس الأول كرسالة لتجسيد التضامن بين الدول الخليجية لمواجهة التحديات والمصير المشترك ورفض أي محاولات لاختراق الجسد الخليجي المتماسك والذي ترغب قطر في تشتيته من خلال سياساتها العدائية ودخولها في سياسة المحاور مع النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين لنشر الفتنة والإرهاب في المنطقة الخليجية.


ملك البحرين الذي انسجمت مواقف بلاده تماما مع الرياض، قال إن السعودية تدعم أمننا ضد التدخلات القطرية والإيرانية، مطالبا الدوحة بتصحيح مسار سياستها التي تهدف إلى زعزعة الأمن. ملك مملكة البحرين كان واضحا وصريحا عندما قال إن بلاده اختارت على مدى تاريخها التضامن مع السعودية للمحافظة على الدين والعروبة والتعايش والتسامح وحفظ الكيان وحسن الجوار.

الموقف البحريني يعكس مثالا لطبيعة الشراكة الإستراتيجية بين السعودية والبحرين، هذه الشراكة المبنية على المصير المشترك. وعندما اتخذت السعودية القرار الإستراتيجي بقطع علاقاتها مع قطر، فهي اتخذت قرارا إستراتيجيا بعد نفاد صبرها من سياسات قطر العدوانية. والمطلوب من الدول الصامتة والمتأرجحة المواقف، الخروج عن دائرة الصمت وإظهار مواقفها الحقيقية ومطالبة قطر بتصحيح مسار سياستها الخاطئة الداعمة للإرهاب والانخراط مع النسيج الخليجي، وأن تفي بالتعهدات التي نكثت والقضاء على كل الممارسات التي تهدف إلى زعزعة أمن الدول الخليجية. وعندما اختارت البحرين التضامن مع السعودية فهي اختارت دعم الحق والعدل ودعمت الإنصاف ولجمت الإرهاب والتطرف.. وهذا ما نتمناه من الدول الصامتة.