الحريري عقب جولة من الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة.  (أ. ف. ب)
الحريري عقب جولة من الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة. (أ. ف. ب)
-A +A
محمود عيتاني (بيروت)
كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس (الخميس) تشكيل الحكومة اللبنانية الرابعة والسبعين منذ استقلال لبنان، وذلك بعدما سمت الأكثرية الساحقة من النواب الحريري لرئاسة وتشكيل الحكومة، إذ نال 112 من أصوات النواب الذين يبلغ عددهم 127 وهو رقم قياسي في تاريخ تشكيل الحكومات.

وقد اقتصر الممتنعون على تسمية الحريري على نواب حزب الله والنواب الموالين لنظام بشار، فيما شكل تصويت كتلة الرئيس نبيه بري لصالح الحريري الأمر اللافت، بعدما كانت علاقة الحريري وبري قد شابها بعض التوتر، إثر دعم الحريري لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية.


سعد الحريري وفي كلمة له بعد تكليفه من قبل عون قال «شرفني الرئيس عون بتكليفي تشكيل الحكومة، والذي قبلته شاكرا للرئيس ثقته وثقة النواب، التي انطلق فيها منفتحا على جميع الكتل، ومن بينها الكتل التي لم تقم بتسميتي عملا بالدستور اللبناني» في إشارة إلى حزب الله. وأضاف الحريري «من حق اللبنانيين علينا أن نبدأ في العمل لنحمي وطننا من النيران المشتعلة لنعيد الأمل والثقة إلى شبابنا وشاباتنا بمستقبل أفضل، ونعيد ثقة العرب والعالم بلبنان للاستثمار فيه»، وزاد «إنه عهد جديد، وهذا عهد مني للبنانيين».

وتابع قائلا «نتطلع للشروع في الاستشارات لتشكيل حكومة وفاق وطني تتخطى الانقسام وتستند إلى إجماع كل القوى السياسية حول خطاب القسم». وزاد «أملي في تشكيل حكومة تمكننا من وضع أيدينا لمعالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية والأمنية والسياسية».

وعبر الحريري عن شكره للرئيس سلام للجهد الاستثنائي الذي قام به في مرحلة صعبة لحماية وحدة البلاد والشرعية والمؤسسات. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد لقائه الرئيس عون قال «إن قرار كتلة التنمية والتحرير هو تسمية الحريري لرئاسة الحكومة». وتابع «ولم يكن هناك نية بالتعاون لما كنا سميناه».

الرئيس بري وحول سبب تسميته للحريري رغم الخلاف قال «إن الحريري له دين في ذمتي، منذ أن قلت إنني إلى جانبه ظالما أو مظلوما، فقررت أن أوفي الدين». وأضاف «إذا أرادوا التعاون أردنا التعاون، وإذا أرادونا بالمعارضة نكون بالمعارضة». وختم قائلا «هناك خطوط حمراء وصفراء وكل الألوان».