في صورة تداولها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لموظف يحمل عباءتين تركتا في الطائرة قبل نزول صاحبتيهما لدولة أوروبية، وعلى أثرها ثار الجدل بين المستخدمين واضطر بعضهم إلى قول إن النساء لسن عربيات من وجه الضرورة لتبرير حرج الموقف، بينما شهد أكثرنا مواقف مشابهة لنساء عربيات وخليجيات، من ذلك اعتبرت الخطوط القطرية أن هذا التصرف مهين وغير مهني وما كان منها إلا أن قامت بإيقاف الموظف.
هناك فرق بين من يفعل الفعل وبين من يتحدث عمن فعل الفعل حتى لو أعطى في طريقته انطباعا ساخرا، ولو أن أحدنا وجد عباءة لسيدة في ظرف مشابه فسيكون هذا المشهد لافتا ومحفزا للقيام بتصويره والحديث عنه، وربما أن ذلك سيعتبر لا أخلاقيا حسب المعيار الاجتماعي الذي يفرض نفسه على تصرفات أفراده بالقوة، بينما للمرأة حق الحرية في فعل ما تريد كونها تمثل نفسها ومبادئها فقط، ومن الصعب تفسير خلعها للعباءة بالتشكيك في أخلاقها، فليست العباءة المعيار الوحيد للاحتشام الذي تلتزم به المرأة أو تلزم به.
المعيار الذي صنف هذا الفعل بالتصرف المهين، هو في الواقع يلبي احتياجات مجتمعية، وكذلك تفعل سائر قطاعات الأعمال الملزمة بإرضاء المجتمع من أجل ضمان سوقها، بالرغم من أنه تصرف على المستوى الشخصي للفرد إلا أن المجتمع بأكمله يحتسبه تمثيلا له، لذلك ستكون قطاعات الأعمال مجبرة على الحفاظ على سمعتها إزاء هذه الذهنية، بالرغم من أن هذا القطاع على وجه التحديد يعتمد غالبا في توظيف كوادره النسائية على الجنسيات الأجنبية التي تفرض حضورها بكامل الزينة والأناقة، أي أن سفورهن يعتبر أحد أهم وسائل الجذب لمستخدم أي ناقل جوي، فيما نجد أن الحديث عن مضيفات الطائرات ثري في أوساط الشباب الخليجي الذي لا يعرف من شكل المرأة إلا العباءة.
ما الذي فعله هذا الموظف سوى أنه ألقى الضوء على ازدواجية السلوك والمبادئ لدى أفراد محاصرين بالقيود وبقوة القانون الاجتماعي والمسلوبين من حرية الاختيار في أبسط صورة، ومدى عجز الفرد في حرية اختياره لملبسه وأسلوب حياته، بينما كان من الواجب على الخطوط القطرية بعيدا عن محاسبة الموظف إقرار حق الحرية الفردية للمتسببات في هذه القضية كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية وليس التماشي مع آراء غير واعية وغير مسؤولة.
الواقع أن تمثيل المرأة لمجتمعها لا يبدو شيئا ذا قيمة بما أن المجتمع عاجز عن إنصافها أصلا، والأفضل للمرأة أن تتغاضى عن هذا المعيار لتمثل نفسها بمبادئها نحو الحياة وتكون راضية أمام نفسها أولا، أما المجتمع فلا يعول على رأيه طالما أن غاية رضاه لا تدرك.
هناك فرق بين من يفعل الفعل وبين من يتحدث عمن فعل الفعل حتى لو أعطى في طريقته انطباعا ساخرا، ولو أن أحدنا وجد عباءة لسيدة في ظرف مشابه فسيكون هذا المشهد لافتا ومحفزا للقيام بتصويره والحديث عنه، وربما أن ذلك سيعتبر لا أخلاقيا حسب المعيار الاجتماعي الذي يفرض نفسه على تصرفات أفراده بالقوة، بينما للمرأة حق الحرية في فعل ما تريد كونها تمثل نفسها ومبادئها فقط، ومن الصعب تفسير خلعها للعباءة بالتشكيك في أخلاقها، فليست العباءة المعيار الوحيد للاحتشام الذي تلتزم به المرأة أو تلزم به.
المعيار الذي صنف هذا الفعل بالتصرف المهين، هو في الواقع يلبي احتياجات مجتمعية، وكذلك تفعل سائر قطاعات الأعمال الملزمة بإرضاء المجتمع من أجل ضمان سوقها، بالرغم من أنه تصرف على المستوى الشخصي للفرد إلا أن المجتمع بأكمله يحتسبه تمثيلا له، لذلك ستكون قطاعات الأعمال مجبرة على الحفاظ على سمعتها إزاء هذه الذهنية، بالرغم من أن هذا القطاع على وجه التحديد يعتمد غالبا في توظيف كوادره النسائية على الجنسيات الأجنبية التي تفرض حضورها بكامل الزينة والأناقة، أي أن سفورهن يعتبر أحد أهم وسائل الجذب لمستخدم أي ناقل جوي، فيما نجد أن الحديث عن مضيفات الطائرات ثري في أوساط الشباب الخليجي الذي لا يعرف من شكل المرأة إلا العباءة.
ما الذي فعله هذا الموظف سوى أنه ألقى الضوء على ازدواجية السلوك والمبادئ لدى أفراد محاصرين بالقيود وبقوة القانون الاجتماعي والمسلوبين من حرية الاختيار في أبسط صورة، ومدى عجز الفرد في حرية اختياره لملبسه وأسلوب حياته، بينما كان من الواجب على الخطوط القطرية بعيدا عن محاسبة الموظف إقرار حق الحرية الفردية للمتسببات في هذه القضية كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية وليس التماشي مع آراء غير واعية وغير مسؤولة.
الواقع أن تمثيل المرأة لمجتمعها لا يبدو شيئا ذا قيمة بما أن المجتمع عاجز عن إنصافها أصلا، والأفضل للمرأة أن تتغاضى عن هذا المعيار لتمثل نفسها بمبادئها نحو الحياة وتكون راضية أمام نفسها أولا، أما المجتمع فلا يعول على رأيه طالما أن غاية رضاه لا تدرك.