-A +A
جارالله الحميد
كلما كان الجرح عظيما كان الشعر أعظم! تعلمنا من نخيل البصرة بعض هذا الكلام. ثم علّمتنا المآسي في باقي الوطن العربي أن نكبت مثل هذا الكلام – كأنما هي الأنا العليا. وكل أناً عليا وأنتم بخير!
في القدس ينتفض الإنسان الفلسطيني ويخترع خططا للمباراة الطويلة بينه وبين العدوّ الصهيوني ومباراته الآن في خطتها الطعن بالسكين اضرب واهرب! وينجو ثلاثة – مثلا – من الطعانين ويكفش أو يموت السبعة الباقون. فتهلل الأرض وتزغرد النجوم. ويكفهر وجه الواحة الديموقراطية اليهودية الصهيونية. وفي الشعر يقف شاعر يقول (ألا قاتل الله الحِمى من محلّةٍ وقاتل دنيانا بها... كيف ولّتِ) وينظر إلى شجر الغضا فيتذكر وادي الغضا ويتمنى لو كان الغضا يشهد ليلة من لياليه التي ولّت أيامها دون أملٍ بعودتها مرة أخرى ويتذكر الكاتب المشهد الذي يقف فيه الجنرال عمر البشير وهو يهزّ عصاه – إن السودان هو أول دولة تنال استقلالها ووالله العظيم لن نسمح باستعمارها مرة ثانية – تتعجب هل هو رئيس حزب ودولة؟ أم شاعر؟!

وحين تعرف أن لكل شيء نهايته الخاصة تدرك حسب بصيرتك التي بالضرورة هي أقوى من بصرك ألا مفر من نهاية جيدة لهذا الذي يجري في الدم العربي والأرض العربية من تمزق وحرب تنجب حربا صغيرة، وحرب صغيرة تنجب مرشحين للرئاسة في وطن عربي كان جميلا، مؤهلاتهم أنهم (......). والآن ماذا تقول أيها الرجل الطيب القلب الذي يكاد مطر خفيف يهطل من بدنه وخصوصا من قلبه والمطر عنده مبذول لمن تهطل عليه، فكما تمطره منى كانت تمطره ليلى وما يمطره غازي يكاد يكون ما يمطره فهد عافت المغضوب عليه فقط لسبب أنه نال هدية من أمير صغير، واحتواءً من دولة هذا الوزير فهم لا يهمشون من نال جائزة لكونه لاعبا – أسطوريا!!! – ولأنهم مدمنو تصفيق ومحترفو قراءة الجزيرة الرياضية بكل لونها الأزرق المستحيل ، إن كانت الحرب خيارا أفضل من (ظهيرة) رامبو، شاعر فرنسا العظيم الذي مثُلَ أمام المحكمة بسبب أهله الذين قالوا للمحلفين إنه لا يستحم ولا يقلم أظافره وهو شاعر فرنسا العظيم بشهادة شعراء ليسوا في سن الثامنة عشرة ولكنهم فوق الأربعين وفوق الخمسين وفوق السبعين فلا بد من حرب تخرجنا من الفراغ الكبير الذي يملأ قلوبنا في المدن الكوزموبوليتية! عندما استيقظت كان العالم في الظهيرة! هذه القطعة من فطيرة رامبو الشعرية تشعرك بمدى فداحة المعتاد والمألوف، ومدى بشاعة المتكرر، ومدى استخفاف الأطباء بالمريض الشاعر وكأن المريض ينبغي ألا يكون شاعرا!! (ذرني، على مدة يدين الشامخات وخلك على مدة يدينك سيداتي سادتى) * وإن هذه الدنيا ذات البريق والمطر واللآلئ والماء المبارك لا تساوي (حُبّةٍ على خشوم عوادتي)*. امحُ ما كتبت! ها أنا أمحو!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب سعودي