-A +A
بشرى فيصل السباعي
من مِن المسلمين لا يسره اجتماع المسلمين وتفاهمهم وتعاونهم وتوحدهم وبخاصة في هذه المرحلة العصيبة والمظلمة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي والتي تشتعل فيها نيران الحروب الأهلية بين المسلمين في كثير من الدول العربية والإسلامية، وفي ظل صعوبة رؤية ضوء في نهاية هذا النفق المظلم جاء اجتماع زعماء الدول الإسلامية في الدورة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي ليجدد الأمل بأنه طالما بقيت هذه الرابطة جامعة بين زعماء المسلمين فهناك أمل وضوء في نهاية النفق، والواقعية والموضوعية لا تعني التشاؤم واليأس من إمكانية أن تصبح الأمور أفضل، لهذا جميع المسلمين طالما يرون مثل هذه الاجتماعات الموحدة للمسلمين بكل مذاهبهم ومشاربهم باقية ومستمرة فسيبقى الأمل يحدوهم بأن تتطور إلى مثيل للاتحاد الأوروبي، فأوروبا قبل نحو خمسين سنة من تشكيل الاتحاد الأوروبي كانت الحروب بين دولها قد أدت لتدميرها بشكل شبه كامل وقتلت منها نحو خمسين مليون إنسان وأوصلت شعوبها إلى المجاعة، ولهذا يبقى الأمل قائما ومتجددا لدى المسلمين رغم الظروف والأحداث الحالية، فمثل هذا الاجتماع والتفاهم والتعاون الرسمي بين الدول الإسلامية هو المشروع الوحدوي الوحيد الممكن والواقعي وباطل كل ما عداه من خيالات وأوهام الجماعات الإرهابية مثل «داعش» الذي يزعم بأنه أعاد أو سيعيد الوحدة بتفجير إرهابي هنا أو هناك والغدر بشرطي أو جندي هناك أو هناك، فهذ الزعم هو مجرد «هلاوس» لا يمكن أن تحقق شيئا سوى التدمير الذاتي العبثي العدمي لكل من يعتقد بها ويتبعها، ولهذا أرجوا وبشدة أنه في مثل مناسبات الاجتماع الرسمي لزعماء الدول الإسلامية على التفاهم والتعاون أن يتم إدخال نشاطات تعريفية وتثقيفية إلى المدارس والجامعات تشرك الطلاب عاطفيا فيها لكي لا يقعوا فريسة للمزاعم الخرافية لداعش وأمثاله بأنه لا وحدة للمسلمين إلا عبر الانضمام إلى الجماعات الإرهابية والتورط بعملياتها العدمية العبثية بزعم أنها الطريق الوحيد لتوحيد المسلمين، فالوحدة بين المسلمين هاجس عاطفي فطري وطيب لدى المسلمين لكن الجماعات الإرهابية اختطفته لإعطاء نفسها مشروعية تفتقدها تماما مثل اختطاف قضية فلسطين سابقا، لكي يعي الطلاب أن هناك بالفعل أملا بالتوحد الواقعي بين المسلمين يتمثل في مثل هذه الهيئات والاجتماعات الرسمية وقابليتها للتطور والتبلور، ومن جهة أخرى فهذا يساعد أيضا على حماية المراهقين والشباب من المنظور الطائفي المتعصب والتكفيري الذي أدى لنكبات الإرهاب والحروب الأهلية التي عصفت بكثير من دول العالم الإسلامي حيث سيشعرون بوحدة الرابطة الإسلامية الجامعة.