-A +A
بشرى فيصل السباعي
«الله.. الحب» هو عنوان رواية للكاتب الباكستاني «هاشم نديم» ترجمت للإنجليزية ونالت شهرة واسعة وتم تحويلها لمسلسل بذات الاسم، وتجسد الرواية واقع الانفصال الحاصل في مجتمع الكاتب بين الطبقة المخملية التي تملك السلطة والجاه والثروة وأبناؤها يتعلمون في الغرب ومنفصلون عن ثقافتهم الأصلية، وبين ما دونها من طبقات تعيش ثقافة اجتماعية ودينية تقليدية، وتتمحور حول حامد وهو ابن لإحدى عائلات الطبقة المخملية مل من الفتيات السطحيات في طبقته اللاتي لا هم لهن سوى المظاهر، ويريد والداه تزويجه من ابنة عائلة تضيف إلى جاههم لتعزيز الشراكة المالية بين العائلتين وهو رافض لأنه لا يحب الفتاة، وبطريق الصدفة رأى ابنة إمام مسجد ومعلم للقرآن كان يقوم بتحفيظ القرآن لطفل بالعائلة، وحفظ الأطفال للقرآن بالطبقة المخملية نوع من البريستيج لا أكثر لعمل حفلات باذخة للطفل عند إتمامه حفظ أي جزء، وتعلق بها لأنه رآها تصلي وأحس أنها مختلفة عمن عرفهن بأنها عميقة الوجدان، ولما كلم أهله ليخطبوها رفضوا لأن الإمام من طبقة دون طبقتهم، وقامت عائلته بإهانة الإمام، فتشاجر حامد معهم وترك البيت ولأنه أراد أن يتبرأ من انتماءات عائلته الطبقية عمل حمالا بمحطة القطار متجاهلا شهادته الجامعية الحاصل عليها من الغرب لأنه أراد من جهة أن يعاقب أهله في نفسه بأن ينزل إلى أدنى درجات السلم الاجتماعي، ومن جهة أخرى أراد أن يصبح في طبقة الإمام بل ودونها أملا بأن يوافق على تزويجه ابنته لكن ومهما اعتذر عن إساءة أهله وحاول معه كان يرفضه ووصمه بأنه ليس مسلما حقيقيا لأنه لا يعرف الصلاة والأذكار، فتعلمها وانتظم بالصلاة في مسجد والدها، لكنه اتهمه بأن تدينه رياء وبقي يرفضه بعدة حجج وبالنهاية صارحه بأنه يخاف كلام الناس، وأخيرا تموت الفتاة التي أحبها كمدا من حرمانها منه وإجبارها على الزواج بغيره، وبعد صدمته ترك بلده وانتقل لبريطانيا وتابع دراسته العليا ونجح بهداية فتاة للإسلام وكانت معادية للمسلمين ووالدها أستاذا بالجامعة وأراد فصله لنقده للصهيونية ومع هذا دعم أهلها إسلامها ولم يتعصبوا بينما أهله تعصبوا ضد مسلمين مثلهم، وجوهر الرواية؛ استنكار «غرور الأنا» الذي يولد التعصب والصراعات ويحرم الحلال ويجرم زواج الحب بالثقافة التقليدية ويجعله كأنه محرم خوفا من كلام الناس، ويجعل الزواج في الطبقة المخملية يكون كصفقة للمصالح والبريستيج، وأن المسلمين يجب أن يكون تمحورهم حول حقيقة الإيمان بالله.. والحب وليس حول الظاهر والمظاهر.