-A +A
هاشم الجحدلـــي
من يقرأ رواية «موبي ديك» لهرمان ملفل..
لن يلتفت لـ «بارتلبي النساخ» ولا لسواها من أعمال ملفل الروائية والقصصية بنفس الحماس والإعجاب

لأنها وأعني موبي ديك جسدت وبإبداع منقطع النظير صراع الإنسان مع الطبيعة وكائناتها في ملحمة سردية بقيت على مدى عقود أنموذجا فريدا في جلد الإنسان في البقاء وقدرته الهائلة على التحدي
ولكن رواية «بارتلبي وأصحابه» لأنريكه بيلا - ماتاس
وعوالمها البديعة
والسرد المذهل لفضاءات بطلها
وعزلته
واستعادة تجارب الكتاب الأكثر إثارة في هذا السياق
وتقصي مصائر المعتزلين مبكرا عن الكتابة
جعلتني استعيد
بارتلبي ملفل من رفه البعيد
وأتأمل
مصائر هؤلاء الذين يهجرون الكتابة
ويختارون العزلة بديلا وخيارا أخيراً
وربما كان الأكثر حضورا بينهم في مشهدنا
الشاعر أرثر رامبو
الذي ودع الكتابة والشعر وأوروبا
باتجاه حياة بعيدة جدا
وممارسة مختلفة تماما
ولكن كم رامبو لا نعرفه ارتكب هذا الفعل الهروبي
أو الرفض الفعلي
ولا ندري عنه شيئا
..
بكل صدق وبمبررات إبداعية وثقافية أستطيع أن أقول بملء فمي
رواية «بارتلبي وأصحابه» بترجمتها الطازجة التي أنجزها المبدع عبدالهادي السعدون
رواية تستحق أن تقرأ..
..
هذه الرواية
رواية كتبت لترميم ذوات المبدعين والمثقفين.