-A +A
حمود أبو طالب
دائما ينتصب السؤال المهم منذ إعلان الرؤية الوطنية الجديدة: هل ستكون الكوادر التنفيذية لها على وعي جيد بطبيعة اشتراطاتها واحتياجاتها، وقادرة على النهوض بواجباتها ومسؤولياتها، وبشكل مختلف تماما عن فكر الماضي الذي لا يناسب أبداً هذه الرؤية، بل يعطلها ويشوهها وربما يفرغها من أهدافها. هذا السؤال لا يوجب الحساسية، بل هو ضروري جدا، وقد تم طرحه بوضوح شديد على مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان في أكثر من مناسبة ورحب به وشدد على موضوعيته وأهميته لنجاح الانتقال إلى المستقبل.

من أهم العناصر اللازم توفرها لدى أي مسؤول في وقتنا الحاضر الاستيعاب الجيد لدور المجتمع في هذا المخاض التاريخي الذي نعيشه، لأن الرؤية في النهاية للمجتمع وللوطن، والدور النقدي الحتمي الذي يجب أن ينهض به المجتمع عبر كل مؤسساته، وفي مقدمتها الإعلام هو ركيزة أساسية لفحص كل خطوة تخطوها مؤسسات الدولة في طريق الرؤية، وهذا النقد يحتم على كل مسؤول الترحيب به، لأنه يساعده على المراجعة وفحص طبيعة الأداء لرفع جودة النتائج، وليس التذمر منه وتفسيره وفق المفاهيم القديمة التي كان يستخدمها مسؤولو الماضي.


الإكليشة القديمة الصدئة التي كان يستخدمها بعض المسؤولين في مواجهة النقد، مثل: التقليل من جهود العاملين، استهداف متعمد، تشويه للمنجزات، استنقاص جهود الدولة، الإساءة لسمعة الوطن، التركيز على السلبيات والتغاضي عن الإيجابيات، وبقية العبارات الأخرى من هذه الفصيلة يجب أن تختفي نهائيا، لأنها لم تعد صالحة لهذا الوقت، ولكن:

للأسف الشديد ما زال بعض مسؤولي الحاضر يستخدمونها. ونقول لهؤلاء: إما اعتدلتم وإما اعتزلتم.