يعمل نتاج المفكر التونسي صالح الدريدي على استعراض الصراع القائم بين الرجل والمرأة وخلفية هذا التضاد منذ فترة طويلة، إذ يقدم في كتابه «صراع الهويات» الأنوثة والذكورة (دار الحوار للنشر والتوزيع 2017) رؤية جديدة لهذا الإشكال.
ويقول: «ليس الجسد الأنثوي أو الذكوري حقيقة موضوعية في الحضارات الأولى، بل هو انتظام رمزي في الجنسنة، بما هي تعالق بين الجسد والعالم، تشكل أسس الإدراك وتختزل بنيات المعرفة وصور الهيمنة التي انطبعت بها كانت نتاجا للتراكم الثقافي، فقد أنبتت سياقيا على جدل المؤنث والمذكر وتاريخيا على جدل الأنا والآخر وكان الصراع محورا يتجلى من خلال الهويات. إن صراع الذكر والأنثى على الفضاءات الدلالية في المجتمع البدائي شكل هويتهما لكنه خلف جملة من الآثار التي بقيت عالقة في الترسب البنيوي، وتكمن خطورة هذه الآثار في عدم تنسيها حيث اتخذت صفة الشمولية، ما سهل توظيفها في سياقات حادثة وأدى إلى تطييع الجسد مع العالم وتأييد الجنسنة».
ويقول: «ليس الجسد الأنثوي أو الذكوري حقيقة موضوعية في الحضارات الأولى، بل هو انتظام رمزي في الجنسنة، بما هي تعالق بين الجسد والعالم، تشكل أسس الإدراك وتختزل بنيات المعرفة وصور الهيمنة التي انطبعت بها كانت نتاجا للتراكم الثقافي، فقد أنبتت سياقيا على جدل المؤنث والمذكر وتاريخيا على جدل الأنا والآخر وكان الصراع محورا يتجلى من خلال الهويات. إن صراع الذكر والأنثى على الفضاءات الدلالية في المجتمع البدائي شكل هويتهما لكنه خلف جملة من الآثار التي بقيت عالقة في الترسب البنيوي، وتكمن خطورة هذه الآثار في عدم تنسيها حيث اتخذت صفة الشمولية، ما سهل توظيفها في سياقات حادثة وأدى إلى تطييع الجسد مع العالم وتأييد الجنسنة».