-A +A
وكالات (موسكو)

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 "فبركت" من قبل منافسي دونالد ترمب لتقويض شرعيته، مؤكدا أن الاتصالات مع فرق مرشحين تعتبر "امرأ معتادا".

وقال بوتين في مؤتمره الصحافي التقليدي السنوي الذي ينظم بعد أيام على إعلان ترشحه لولاية رئاسية رابعة في انتخابات مارس القادم الاتهامات المنسوبة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، باطلة واختلقتها معارضة ترمب لإسقاط الشرعية عن نشاطه وهذا ما يدهشني، حيث من يقومون بذلك يضرّون ببلادهم من الداخل ولا يحترمون مواطنيهم ممن اختاروا ترمب.

و حذر الرئيس الروسي من أن توجيه ضربة أمريكية لكوريا الشمالية ستكون له عواقب كارثية، مضيفا أنه يأمل في العمل مع واشنطن لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

وقال إن روسيا لا تقبل الوضع النووي لدولة كوريا الشمالية لكنه قال أيضا إن بعضا من التحركات التي قامت بها واشنطن سابقا دفع كوريا الشمالية لانتهاك اتفاق أبرم في 2005 لكبح برنامجها النووي.

وأضاف "نعتقد أن على الطرفين التوقف الآن عن تصعيد الموقف".

وردا على سؤال حول عدم وجود معارضة قوية، قال الرئيس الروسي الذي يحكم البلاد منذ 18 عاما "الأمر لا يعود لي، لكي أثقفهم". ونفى أن يكون راغبا في استبعاد أي معارضة في البلاد.

وأضاف "اعتقد أن النظام السياسي كما الاقتصادي يجب أن يكون تنافسيا وارغب في العمل على تشجيع ذلك" قبل أن ينسب ضعف معارضيه إلى نجاح سياسته الاقتصادية وضرورة أن يقدم منافسوه اقتراحات "فعلية".

ومنح اكثر من 1640 صحافيا اعتمادا لهذا المؤتمر الصحافي الذي يشكل فرصة للرئيس للرد على الأسئلة بشأن السياسة الخارجية أو حالة الطرق أو حتى حياته الخاصة.

ورفع العديد من الصحافيين يافطات كتب عليها "كراسنويارسك تختنق" أو "أوكرانيا" لجذب انتباه الرئيس الذي استعد للرد طوال نهار الأربعاء على أسئلة الصحافيين.

وبوتين الذي وصل إلى السلطة عام 2000 في بلد كانت سلطته غير مستقرة ويعاني من اقتصاد متداع، يشيد به عدد من مواطنيه لكونه الرجل الذي حمل الاستقرار والازدهار مجددا إلى البلاد بفضل عائدات النفط بشكل خاص.

وقال بوتين انه سيخوض الانتخابات "كمرشح مستقل" وليس مدعوما من حزب روسيا الموحدة الموالي للكرملين موضحا انه يريد الاعتماد على "دعم كبير من مواطنيه".

وأشار آخر استطلاع للرأي لمركز ليفادا المستقل أن الرئيس يأتي في الطليعة من الآن بحصوله على تأييد 75 بالمئة من الناخبين، متقدما بفارق كبير على الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي فلاديمير جيرينوفسكي اللذين يتحفظان على انتقاد الكرملين علنا.

والرجل الذي بدا المعارض الاول لبوتين، الليبرالي اليكسي نافالني لن يتمكن من الترشح بسبب ملاحقات قضائية ضده، يؤكد انها سياسية.

ويرشح المعسكر الليبرالي نجمة التلفزيون كسينيا سوبتشاك لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها لن تحصل على اكثر من واحد بالمئة من الأصوات. وقد استفادت من عملها كصحافية في قناة "دويد" المعارضة للحصول على اعتماد للمؤتمر الصحافي الخميس.

والتحدي الرئيسي الذي سيواجهه بوتين هو إقناع الروس بالتصويت في هذه الانتخابات التي تبدو نتائجها محسومة. وقد اكد 28 بالمئة فقط من الناخبين انهم "متأكدون" من انهم سيدلون بأصواتهم في مارس، حسب استطلاع مركز ليفادا.

واعتبارا من السؤال الأول في المؤتمر الصحافي كان بوتين يرد على الأسباب التي دفعته إلى تقديم ترشيحه مجددا لولاية أخرى ورد بالقول "زيادة عائدات الروس هي أولويتي".

وقال الرئيس الروسي أن بلاده لم تنسحب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي قياسا بواشنطن. وأن الولايات المتحدة عمليا انسحبت من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتحاول اتهامنا الآن بخرق هذا الاتفاق. هم نشروا منصاتهم المضادة للصواريخ في رومانيا، والأهم أنه يمكن تزويد هذه البطاريات بصواريخ هجومية متوسطة.

وأضاف سوف نضمن أمن بلادنا دون الانجرار وراء سباق التسلح. الإنفاق على التسلح ضروري لحماية أمننا وننطلق من مبدأ ألا يؤثر ذلك على الاقتصاد. رصدنا في الموازنة العامة 2,8 تريليون روبل، وهو اثنان ونيّف من إجمالي الناتج القومي الروسي.

وأوضح أن قيمة ما رصدته موسكو يبلغ 46 مليار دولار فيما رصدت واشنطن 700 مليار دولار. وأن بلاده لن تسمح لنفسها بهذا الإنفاق، ولكنها قادرة بـ46 مليارا على ضمان أمنها. وسوف تطور الجيش والأسطول ولن تنساق وراء سباق التسلح.

وقال بوتين إنه على ثقة بأن بلاده ستكون مستعدة تماما لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 نظرا لخبرتها الواسعة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبيرة.

وأضاف "أنا على ثقة بأن كل شيء سيكون على المستوى المطلوب في الوقت المناسب".