ما إن تقدم نادي أوراوا الياباني بهدف على زعيم آسيا حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فرحا بهزيمة الهلال من قبل جماهير الفرق المنافسة. وبدأت ساعة الصفر «بالطقطقة» الإلكترونية على نادي الهلال، وتم إنشاء هاشتاقات متعددة منها «العالمية صعبة قوية»، ووصل عدد المشاركات فيه في ساعات محدودة إلى 80 ألف مشاركة.
واتجه البعض إلى تجريم الطقطقة الإلكترونية والتجريد من الوطنية، ليبقى سؤال ملح يجب الإجابة عنه، وهو ما هي الطقطقة الإلكترونية؟
هي عبارة عن محتوى فكاهي للترويح عن النفس سواء كان فيديو أو صورة أو نصا، يتم إنتاجه عن طريق جماهير الفرق المنافسة دون المساس بالآداب العامة والأمن الوطني، وإن كان لي تحفظ على كلمة «آداب عامة»، فهي كلمة فضفاضة.
قبل وصول رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ كنا نعيش في فوضى إلكترونية وصلت لحد الدخول في الجرائم المعلوماتية كالقذف والشتم، ووصل البعض للدخول في جرائم أمن الدولة، كالضرب في الوحدة الوطنية ومحاولة تفريق المجتمع باستخدام الألفاظ العنصرية، ووصلت كثير من هذه القضايا إلى أروقة المحاكم.
وقد كانت البيئة خصبة لنشر ثقافة التعصب والتطرف والعنف خاصة بعد دخول بعض القنوات الرياضية، كالقنوات الرياضية القطرية ببرنامج «المجلس» الذي كان يساهم بشكل مباشر في نشر ثقافة التعصب والعنف عن طريق غالبية الضيوف.
وتغير المسار كثيرا بعد أن باشر تركي آل الشيخ رئيسا عاما لهيئة الرياضة، لما يمتلكه من خبرة في الحراك المجتمعي والحرب الناعمة، خاصة وأن الشباب هم الفئة المستهدفة وهم ثروة المملكة الحقيقية. وطبق الرئيس سياسة الحزم التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، على المجال الرياضي، ما ساهم في لجم الفوضى والتسيب والفساد في هذا المجال لخلق بيئة رياضية تنافسية عادلة.
كما أن حضوره المؤثر في العالم الافتراضي لخبط أوراق المتربصين بالرياضة السعودية، وكثير من الجماهير، فلم تستطع كثير من الجماهير التفريق بين حزم رئيس هيئة الرياضة وبين وقوفه الكامل مع نادي الهلال كممثل للوطن وبين الطقطقة الإلكترونية بعد انتهاء مشوار الهلال الآسيوي. وازدادت المخاوف بالتواجد الكبير للنيابة العامة واستدعاء بعض المغردين لارتكابهم جرائم معلوماتية في تجاوزات متعددة.
ولابد من التذكير بميثاق شرف الرياضة السعودية الذي يحث على التنافس الشريف والأخلاق الحميدة وتماسك المجتمع، كما أننا بحاجة ماسة لإنتاج ميثاق شرف للجماهير الرياضية السعودية، فنحن قبلة الإسلام والمسلمين.
ومن المؤكد أن المستهدفين ليسوا الشباب، فرئيس الهيئة والنيابة العامة ورئاسة أمن الدولة مسخرون لحمايتهم، فهم ثروة الوطن.
ونريد الإبداع والتميز في صناعة الطقطقة الإلكترونية الإيجابية لتكون جزءا من المنافسة الشريفة بين المشجعين قبل وبعد المباراة، وجزءا من الثقافة الرياضية واستكشاف مواهب جديدة. وممكن أن تتحول إلى مصدر دخل كبير لهذه المواهب، وتكون الطقطقة مساهمة في رؤية 2030، خاصة وأن الترفيه جزء منها.
ماذا نحتاج في الفترة القادمة؟
قبل سنتين أطلق الأمير محمد بن سلمان مبادرة دولية لتكوين تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وقبل يومين أكد البيان الختامي للاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على التركيز على محاربة الإرهاب في المجال الفكري والإعلامي والمالي.
وكما يعلم الجميع، فإن الجماعات الإرهابية تستهدف فئة الشباب ما بين 15 إلى 24 عاما، وهذه الفئة متواجدة بشكل مكثف في المجال الرياضي، لذلك هيئة الرياضة معنية بالمجال الفكري لمكافحة التطرف في هذا المجال.
وحتى يتم الاتساق مع رؤية المملكة في مكافحة التطرف، تحتاج الهيئة إلى استخدام السياسة الاستباقية الاستخدام الأمثل، ليس فقط بملء الفراغ عن طريق خلق رياضات فكرية جديدة كالاتحاد السعودي للأمن الإلكتروني والبرمجيات والشطرنج أو تفعيل رياضات أخرى ككرة السلة، بل تحتاج إلى المساهمة في كشف التطرف في هذا المجال في بدايته، ورفع الوعي في المجتمع بين أوساط الشباب لمواجهة الحرب الناعمة.
وأفضل وسيلة لكشف التطرف منذ بدايته هي إطلاق مبادرة لخلق مؤشرات إلكترونية شهرية ونصف سنوية وسنوية لكشف التعصب الرياضي. هذه المؤشرات ستوضح لنا الصورة في معرفة الأندية والمناطق المنتشر فيها التعصب والتطرف الرياضي، وكشف المحرضين في المجال الرياضي، وإبعاد أصحاب الحرب الناعمة من قبل الأعداء عن المجال الرياضي. وستسهم في مواجهة التعصب الرياضي قبل تطوره ووصوله لمرحلة التطرف، وهو الطريق إلى العنف.
مؤشرات كشف التعصب الرياضي هي أداة من أدوات مكافحة التطرف، وهي مرتبطة بالمجال الفكري، على سبيل المثال يمكن أن تتم إقامة مسابقة بين المبرمجين (هاكثون) لإنشاء مؤشرات كشف التعصب الرياضي عن طريق الاتحاد السعودي للأمن الإلكتروني والبرمجيات الذي يرأسه مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني.
هل سنرى تفعيل هذه المبادرة؟
* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - خبير الأدلة الرقمية
واتجه البعض إلى تجريم الطقطقة الإلكترونية والتجريد من الوطنية، ليبقى سؤال ملح يجب الإجابة عنه، وهو ما هي الطقطقة الإلكترونية؟
هي عبارة عن محتوى فكاهي للترويح عن النفس سواء كان فيديو أو صورة أو نصا، يتم إنتاجه عن طريق جماهير الفرق المنافسة دون المساس بالآداب العامة والأمن الوطني، وإن كان لي تحفظ على كلمة «آداب عامة»، فهي كلمة فضفاضة.
قبل وصول رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ كنا نعيش في فوضى إلكترونية وصلت لحد الدخول في الجرائم المعلوماتية كالقذف والشتم، ووصل البعض للدخول في جرائم أمن الدولة، كالضرب في الوحدة الوطنية ومحاولة تفريق المجتمع باستخدام الألفاظ العنصرية، ووصلت كثير من هذه القضايا إلى أروقة المحاكم.
وقد كانت البيئة خصبة لنشر ثقافة التعصب والتطرف والعنف خاصة بعد دخول بعض القنوات الرياضية، كالقنوات الرياضية القطرية ببرنامج «المجلس» الذي كان يساهم بشكل مباشر في نشر ثقافة التعصب والعنف عن طريق غالبية الضيوف.
وتغير المسار كثيرا بعد أن باشر تركي آل الشيخ رئيسا عاما لهيئة الرياضة، لما يمتلكه من خبرة في الحراك المجتمعي والحرب الناعمة، خاصة وأن الشباب هم الفئة المستهدفة وهم ثروة المملكة الحقيقية. وطبق الرئيس سياسة الحزم التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، على المجال الرياضي، ما ساهم في لجم الفوضى والتسيب والفساد في هذا المجال لخلق بيئة رياضية تنافسية عادلة.
كما أن حضوره المؤثر في العالم الافتراضي لخبط أوراق المتربصين بالرياضة السعودية، وكثير من الجماهير، فلم تستطع كثير من الجماهير التفريق بين حزم رئيس هيئة الرياضة وبين وقوفه الكامل مع نادي الهلال كممثل للوطن وبين الطقطقة الإلكترونية بعد انتهاء مشوار الهلال الآسيوي. وازدادت المخاوف بالتواجد الكبير للنيابة العامة واستدعاء بعض المغردين لارتكابهم جرائم معلوماتية في تجاوزات متعددة.
ولابد من التذكير بميثاق شرف الرياضة السعودية الذي يحث على التنافس الشريف والأخلاق الحميدة وتماسك المجتمع، كما أننا بحاجة ماسة لإنتاج ميثاق شرف للجماهير الرياضية السعودية، فنحن قبلة الإسلام والمسلمين.
ومن المؤكد أن المستهدفين ليسوا الشباب، فرئيس الهيئة والنيابة العامة ورئاسة أمن الدولة مسخرون لحمايتهم، فهم ثروة الوطن.
ونريد الإبداع والتميز في صناعة الطقطقة الإلكترونية الإيجابية لتكون جزءا من المنافسة الشريفة بين المشجعين قبل وبعد المباراة، وجزءا من الثقافة الرياضية واستكشاف مواهب جديدة. وممكن أن تتحول إلى مصدر دخل كبير لهذه المواهب، وتكون الطقطقة مساهمة في رؤية 2030، خاصة وأن الترفيه جزء منها.
ماذا نحتاج في الفترة القادمة؟
قبل سنتين أطلق الأمير محمد بن سلمان مبادرة دولية لتكوين تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وقبل يومين أكد البيان الختامي للاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب على التركيز على محاربة الإرهاب في المجال الفكري والإعلامي والمالي.
وكما يعلم الجميع، فإن الجماعات الإرهابية تستهدف فئة الشباب ما بين 15 إلى 24 عاما، وهذه الفئة متواجدة بشكل مكثف في المجال الرياضي، لذلك هيئة الرياضة معنية بالمجال الفكري لمكافحة التطرف في هذا المجال.
وحتى يتم الاتساق مع رؤية المملكة في مكافحة التطرف، تحتاج الهيئة إلى استخدام السياسة الاستباقية الاستخدام الأمثل، ليس فقط بملء الفراغ عن طريق خلق رياضات فكرية جديدة كالاتحاد السعودي للأمن الإلكتروني والبرمجيات والشطرنج أو تفعيل رياضات أخرى ككرة السلة، بل تحتاج إلى المساهمة في كشف التطرف في هذا المجال في بدايته، ورفع الوعي في المجتمع بين أوساط الشباب لمواجهة الحرب الناعمة.
وأفضل وسيلة لكشف التطرف منذ بدايته هي إطلاق مبادرة لخلق مؤشرات إلكترونية شهرية ونصف سنوية وسنوية لكشف التعصب الرياضي. هذه المؤشرات ستوضح لنا الصورة في معرفة الأندية والمناطق المنتشر فيها التعصب والتطرف الرياضي، وكشف المحرضين في المجال الرياضي، وإبعاد أصحاب الحرب الناعمة من قبل الأعداء عن المجال الرياضي. وستسهم في مواجهة التعصب الرياضي قبل تطوره ووصوله لمرحلة التطرف، وهو الطريق إلى العنف.
مؤشرات كشف التعصب الرياضي هي أداة من أدوات مكافحة التطرف، وهي مرتبطة بالمجال الفكري، على سبيل المثال يمكن أن تتم إقامة مسابقة بين المبرمجين (هاكثون) لإنشاء مؤشرات كشف التعصب الرياضي عن طريق الاتحاد السعودي للأمن الإلكتروني والبرمجيات الذي يرأسه مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني.
هل سنرى تفعيل هذه المبادرة؟
* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - خبير الأدلة الرقمية