-A +A
أحمد الشميري (جدة)a_shmeri@
في الكهوف المعتمة بمديرية ضحيان في صعدة، ولد زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي عام 1979 وتربى على يد والده المتشدد بدر الدين الحوثي، الذي كان يرى أن التعليم في المدارس الحكومية أمراً محرماً، ويكتفي بتعليم أبنائه الكتابة والقراءة في مجمع فكري يديره ويطلق عليها «المعلمة»، الأمر الذي أدى إلى عدم امتلاك عبدالملك أي شهادة تعليم نظامية.

لم يكن عبدالملك الحوثي المدرج على قائمة كبار المطلوبين للسعودية، وقبلها قائمة مجلس الأمن، ذا أهمية كبيرة قبل أن تعمل مخابرات ملالي إيران على تجنيده، حين توجه للعيش في طهران عام 1994، وهناك اعتنق المذهب الجارودي الأقرب إلى المذهب الإثني عشري، متخلياً عن المذهب الزيدي.


عاد الشاب الحوثي من إيران إلى صعدة عام 2002 محملاً برسائل وأفكار إرهابية إلى شقيقه حسين بدر الدين الذي بدأ بتنفيذها حرفياً عبر تشكيل أولى العصابات الإرهابية تحت مسمى حركة «الشباب المؤمن» في جبال مديريتي ضحيان ومران، ولم يمض عام واحد حتى اندلعت الحرب بين تلك الحركة والجيش اليمني في أول تمرد على الدولة، الذي انتهى بمصرع شقيقه حسين بدر الدين الحوثي.

وشهد تعيين عبدالملك خلفاً لشقيقه خلافات داخلية في أوساط الحركة بينه وبين نائب شقيقه في الحركة عبدالله الرزامي، غير أن إيران تدخلت واقنعت الرزامي بالتنازل لعبدالملك، الذي واصل ما بدأه شقيقه من حروب ضد اليمن، إذ قاد الحروب الخمس الأخرى حتى نهاية 2009.

وبناء على توجيهات إيرانية، أطلق عبدالملك اسم «أنصار الله» على حركته، لتصبح ميليشيا مناظرة لميليشيا «حزب الله» في لبنان، كون الملالي يرون أن عبدالملك نسخة مطابقة للدجال حسن نصر الله، وكلاهما لا يجد حرجاً في رفع رايات وشعارات إيران في وطنهم، وتنفيذ أوامرها بما يخدم مشروعها الطائفي الإرهابي.

اعتمد عبد الملك الحوثي في إدارته للعصابات الإرهابية على ثقافة «القاعدة» في التفجير ونشر الألغام، فحول صعدة وبعض مديريات حجة خلال الحروب الست إلى حقول للألغام أدت إلى مقتل المئات من الأطفال والنساء. وفي عام 2011 استغل الحوثيون الثورة الشعبية الشبابية، وظلوا يطالبون بضرورة السماح لهم بالدخول إلى صنعاء واستخدام السلاح وهو ما لقي رفضاً شعبياً، فذهبوا لعقد صفقة مع المخلوع صالح الذي سلمهم صعدة وعمران دون أي مواجهات، وغطى على جرائمهم ضد المدنيين منذ بدء انقلابهم وحتى انقضاضهم الكامل على سلطة الدولة في صنعاء وارتكاب المجازر الدموية بحق المدنيين العزل في أكثر من نصف مساحة اليمن، قبل انتزاع أجزاء كبيرة منها من قبل تحالف دعم الشرعية.