طفل يتلقى تطعيما ضد شلل الأطفال وسط تفشي الأوبئة بسبب منع الميليشيات دخول المواد الطبية لصنعاء. (ا.ف.ب)
طفل يتلقى تطعيما ضد شلل الأطفال وسط تفشي الأوبئة بسبب منع الميليشيات دخول المواد الطبية لصنعاء. (ا.ف.ب)
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
يتحرك أنطونيو غوتيريس حائرا مترددا يحمل عجزه وفشله في الحل والترحال، سياساته الأممية باتت تهدد المجتمع الدولي بالعودة إلى شريعة الغاب.. لم يستفد بعد من دروس الإخفاق، وبدا يتصرف وكأنه في عالم آخر، ينصت فقط لمن ينجحون في استقطابه وخداعه، مستغلين ضعف خبرته واندفاعه وتسرعه، واعتماده على فريق مشكوك في انتماءاته وتوجهاته.

غوتيريس الذي قرر أخيرا زيارة أفريقيا الوسطى، في وقت يوشك على تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة البالغ قوامها 12500 عنصر، زعم أمس أن وجوده مع قوات حفظ السلام، في بيئة خطرة «بادرة تضامن»، وهو يعي جيدا أن وجود بادرة انشقاق في هذه الجمهورية التي تعيش أزمة مأسوية ومنسية، وليست في أجندة الأمم المتحدة، خصوصا أن الزيارة هي الأولى لمهمة حفظ سلام منذ توليه مهماته في الأول من يناير 2017.


زيارة غوتيريس لجمهورية أفريقيا الوسطى، قبل أسابيع من التمديد المرجح لمهمة المنظمة الأممية المستمرة منذ 2014، لا تحمل حلولا في وقت تنهمر الانتقادات على هذه المهمة، التي تتهم بالسلبية وأحيانا حتى بـالتواطؤ في مواجهة المجموعات المسلحة، كذلك تتعرض لسيل من الاتهامات بالتورط في اعتداءات جنسية؛ ففي حزيران 2017، أعيد أكثر من 600 جندي من الكونغو ـ برازافيل إلى بلادهم، إثر اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية وأعمال تهريب مختلفة.

قوات حفظ السلام أو أصحاب «القبعات الزرقاء» فشلت في عهد غوتيريس أيضا بسبب عجز الرجل وتخبطه في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين وليبيا وبورما وغيرها، وإذا كانت الإخفاقات المتتالية هي العنوان الرئيس الذي يتصدر نشاط المنظمة خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها في عهد أمينها الحالي دخلت غرفة الإنعاش مريضة عاجزة تعاني سكرات الموت، وظن غوتيريس أنه إذا اتهم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن بما ليس فيها، فإنه سيعيد إحياء الجثة الهامدة.

وقد ظهر ذلك واضحا وجليا في التقرير المضلل حول التحالف العربي، متجاهلاً التدخلات الإيرانية والممارسات اللا إنسانية للانقلابيين الحوثيين، وخرقهم لميثاق الأمم المتحدة.

وعلى درب الخضوع للإملاءات الدولية، والأجندات الإقليمية التي تضعها دول لها أطماع خاصة في المنطقة العربية سار غوتيريس وأصبح كـ«الدمية» في يد العصابات والميليشيات والجماعات الإرهابية؛ ما أفقد المنظمة استقلالها وحيادها، وورطها في النزاع اليمني بما تبثه أجهزتها من تقارير وهمية وبيانات انتقائية غير موثوقة، قوبلت باستنكار واستياء عالميين كبيرين، وهو ما اعتبره خبراء القانون الدولي خطوة غير محايدة وانحيازا كاملاً لطرف على حساب آخر في الأزمة اليمنية، وتخبطا واضحا في سياسات المنظمة، وخللا كبيرا في منهجية إدارة غوتيريس للصراعات الدولية.