هناء البواب
هناء البواب
-A +A
د. هناء بنت علي البواب
وعواصمُ الوردِ استقلّت قاربَ الذكرى

تحاولُ فتحَ بابِ الحلمِ


والليلُ البليدُ كجثّةٍ أبديةٍ

والحزنُ أصبحَ سرمديًّا مفترَىً

ماذا لديكَ من الجنونِ

لكي يثورْ

وعواصمُ الوردِ

استغاثةُ زهرةٍ، قصّ الغراب جناحَها الفضّيَّ

هل ماءُ الدّموعِ يغيثُ ظمأَى الروحِ

أغنيةُ السّحابِ

قلادةٌ خشبيةٌ عينُ العروبةِ

يا لنا، فالأرضُ تغرقُ بالكسورْ

أنا والطّريقُ حكايتانِ

كحبّتيْ تينٍ تعتّق، والفمُ العربيُّ

يُدميهِ الشقيقُ

يبثُّ خوفًا، بعدَ خوفٍ، بعدَ آهاتٍ

تعيشُ على الفُتاتِ من الشعورْ

وأنا بريقُ الوجهِ، تسبيحٌ قديمٌ

لم يزلْ يرنو لصوتِ الصمتِ

ما أحلى السكوتَ إذا تلطّختِ التعابيرُ

انتكستَ ولم تقُفْ لعروبةٍ تُسبَى

ويطعنُها الغرورْ

أنا صرخةٌ ترتدُّ في كلِّ العواصمِ

أين ذاك الحلمُ ..

أينعَ وارتقى ..

مطعونةٌ مُقَلُ الوجوهِ اليائسة

والروحُ في الأبدانِ صارت

يابسة

فمتى ستُورِقُ يا أحبّتَنا الزّهورْ

ومتى سيشرقُ في عروبتِنا

سطوعُ الأمسِ

عزُّ الفخرِ

يشطرُني التأمّلُ والتّمني

والتوجّعُ ..

مُذ تسلّقَ حلمَنا المسلوبَ

موتٌ يستبدُّ يظنُّ

أنّهُ لا يَبورْ

سيظلُّ وجهُكِ يا عروبةُ مشرقًا

بالأمنياتْ

وعلى عبيرِكِ سوف تنمو السوسنات

ستظلُّ في دمِكِ الحياةُ

ولو يحاصرُكِ المماتْ

يا حرّةً تبقى على مَرِّ العصورْ

أنا من بطونِ عروبةٍ تبقى

لها ثوبُ الخلودِ، مكانةٌ تسمو

أنا ابنةُ عزِّ هذا القومِ

أدركُ مَن أكونُ ..

وسوفَ يضحكُ لي غدًا .. رغمَ التوجّعِ

ألمحُ الفجرَ النديَّ يمدُّ لي يدَهُ الرّقيقةَ

للعُبورْ

* الأردن