500463
500463
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يدرك تماماً أن التعليم لم يعد ترفاً بل هو مطلب مهم لدعم انطلاقة مسيرة التطور والتنمية في الأمة الإسلامية، جاءت كلمته الضافية في القمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي بأستانا بمثابة خريطة طريق للعالم الإسلامي لمواجهة تحدياته سواء كانت إرهاباً أم تطرفاً أم تدخلاً في شؤون الدول الأخرى، وذلك من خلال تكثيف الاهتمام بالنهضة المعرفية والتقنية وتقديم الدعم اللازم لها للارتقاء بالمستويات التعليمية لأبناء الأمة في شتى المجالات العلمية خصوصاً في المجال التقني، كون ثورة المعلومات والتكنولوجيا في العالم، تفرض علينا التحرك بسرعة وفاعلية، للحاق بركبها، لأن من يفقد في هذا السباق العلمي والمعلوماتي مكانته، لن يفقد فقط صدارته، بل قبل ذلك إرادته.

وانطلاقاً من هذه القناعة الراسخة بأهمية التعليم في دعم مسيرة التطور في دول العالم الإسلامي، جاءت تأكيدات الملك بأهمية النهضة المعرفية كعنصر أساس لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المُستدامة، ومواجهة التحديات في عالم يحتدم فيه التنافس المعرفي الذي أصبح حجر الزاوية في النجاح الاقتصادي، وكما يرى الملك سلمان أن تحقيق هذه النهضة في المعرفة والعلوم التطبيقية والتقنية يتطلب تطوير التعليم من مراحله الأولى حتى التعليم العالي، وتشجيع الإبداع لاكتشاف المواهب وتشجيع البحث العلمي والتقني، وتطوير التقنيات المبتكرة، وبناء منظومة متكاملة لاحتضان المبدعين وأفكارهم، وتعزيز التعاون والتكامل، داخل الدولة الواحدة، وبين الدول، ومن خلال المنظمات الدولية.


ولم تقتصر تأكيدات الملك سلمان على أهمية النهضة المعرفية بل أكد على أهمية أبنائنا وبناتنا باعتبارهم أثمن ثروات الأمة، ويحتاجون منا أن ننطلق بهم نحو المستقبل من خلال اكتشاف قدراتهم ومواهبهم، وتقديم الدعم اللازم لهم لتطوير مبتكراتهم بهدف تعزيز إسهاماتهم الفاعلة في خدمة أوطانهم وأمتهم، والعمل بإخلاص في تفويت أي فرصة على حملة الأفكار المضللة المتطرفة من الأضرار بالأمة وإمكانياتها ومقدراتها.

وفي ختام كلمته تأتي تأكيداته بأهمية التعاون في نجاح رحلة تحقيق الازدهار المنشود اقتصادياً واجتماعياً والنهوض بالقدرات العلمية والتقنية للأمة، مع التمسك بما يدعو إليه ديننا الحنيف من التعاضد والمحبة والتسامح، لتجنيب عالمنا الإسلامي ما يتعرّض له اليوم من أزمات، نجمت عن الفرقة والتدخلات المرفوضة في شؤون الغير.

وتظل السعودية أنموذجاً يحتذى به في الاهتمام بشبابها وتشجيعهم للمضي قدماً في خدمة وطنهم، ولعل هذا التوجه يظهر جلياً في رؤية 2030، إذ تركز على دعمهم وتمكينهم وصقل مهاراتهم من خلال الكليات العلمية المتطورة والجامعات البحثية ومدن التقنية الحديثة، للارتقاء بمهاراتهم المعرفية والتقنية ليسهموا بفاعلية في خدمة مسيرة التنمية الوطنية في بلادهم.