-A +A
الحسين معافا a_m1410@
غادرنا سعود قراعة الحازمي، المعلم في تعليم صبيا، إثر حادثة سقوط بدراجة نارية من مرتفع في ريف أزنجول هو وزوجته، التي أصيبت برضوض وكدمات لم نعرف خطورتها حتى الآن.

كنا نعيش مع التربوي سعود، منذ وصوله للأراضي التركية بحسابه الشخصي على الفيس بوك تفاصيل رحلته الممتعة، التي بدأها بإسطنبول ومنها إلى الشمال التركي، نقل في صفحته بخاصية النقل المباشر أجواء وأصوات الأذان من الجامع الكبير في أزنجول، ويتحدث لمتابعيه بأنه سيتوجه ويقوم بأداء الصلاة فيه. وكأنه يوصينا بأنه لا شيء أجمل من طاعة الله والقيام بحقوقه في كل وقت وحين.


غادرنا وهو في ذروة سعادته بمتعة أطفاله وفرحهم، صدمة كبيرة وحزن بالغ اكتسحت قلوب أبناء المنطقة بهذا الخبر المُفجع، الذي سيأخذ وقتا طويلا حتى تتضمد جراحه وتجف منابع غمومه وأكداره. سخر سعود عمره وحياته حتى لحظاته الأخيرة لأسرته، فكان أبا نموذجياً، نتمنى أن نكون كسعود الذي لا تفارقه الابتسامة أبداً.

الدموع عالقة في المحاجر دون حركة، وغصة كبيرة بحجم المصيبة تسد الحنجرة، وألم قادم كالسيل لا محالة. فالمشكلة ليست في الموت ولكن في الفقد الذي هو أكثر ألما من الموت نفسه.

كيف لنا أن نُصدق بهذه السرعة!

كيف لنا أن نبكي حتى نرتاح ونهدأ؟!

الموت المفاجئ لا تشفى منه بسرعة، كلما هبت الذكرى اهتزت جوانحك، وتكسرت كل أغصان الفرح داخلك، وتظل رهين الذكرى والحُزن الشديد.