-A +A
عزيزة المانع
تعيش المملكة هذه الأيام احتفالية عقد اللقاء الأممي في العاصمة الرياض، حيث يجتمع أغلب قادة الدول العربية والإسلامية مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهو اجتماع تاريخي، تعقد على نجاحه آمال عريضة حول تأمين الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.

زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة والتقاؤه بأغلب قادة الدول الإسلامية، يمثل فرصة جيدة له، ليعرف الدول الإسلامية عن قرب، ويصحح في ذهنه الصورة غير الجيدة التي تحتل تفكيره عن الإسلام والدول الإسلامية.


في زيارته للمملكة، سيعرف ترمب أن المملكة التي هي قبلة المسلمين وقلب الإسلام النابض، لم يحظر عليها الإسلام، الذي تدين به وتحترمه وتتمسك بتعليماته، أن تشارك العالم الحديث حضارته وتقدمه العلمي والفكري والاقتصادي، وسيدرك أيضا أن الإسلام دين سلام ومحبة وعلم وحضارة، وليس الإسلام ما ظهر له من حالات شاذة يتمثل فيها الإرهاب والكراهية.

ترافق الرئيس الأمريكي في هذه الزيارة سيدتان، زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا، وهذه الزيارة بالنسبة لهما تعد الزيارة الرسمية الأولى التي يتاح لهما فيها زيارة المملكة، وأتوقع أنهما ستستمتعان جدا برحلتهما هذه، فبلادنا فيها من الجمال والأصالة والثقافة العربية العريقة، ما يثير دهشة الزائر ويبقى راسخا في ذاكرته لا ينسى.

ولكن أهم من هذا، أن السيدة الأولى ميلانيا، ومستشارة الرئيس إيفانكا، ستفاجآن برؤية المرأة السعودية عندما تلتقيان بها عن قرب، وتتحدثان معها مباشرة، فهما ستلتقيان أكاديميات وطبيبات وباحثات وعضوات في مجلس الشورى وسيدات أعمال وقانونيات وغيرهن من نساء المملكة اللاتي يسهمن بفاعلية في نهضة المجتمع وتنميته، وستدركان جيدا ضلال ما ارتسم في ذهنيهما من صور مشوهة وأكاذيب باطلة عن نساء المملكة.

ستفاجأ السيدتان بأن من تلتقيان بهن يختلفن تماما عما تحملانه في ذهنيهما من صورة عن المرأة في المملكة، فصورة المرأة السعودية المرسومة في ذهنيهما، مملوءة بالبؤس، تعكس الضعف والهوان والحرمان، لكن هؤلاء اللاتي سيريانهن أمامهما رأي العين من النساء السعوديات المميزات، يختلفن تماما عن تلك الصورة الذهنية الشوهاء، ستدركان أن النساء السعوديات لسن كما تقول الأخبار عنهن، ولا كما وصفن لهما.

هذه الزيارة من الرئيس الأمريكي للمملكة، لا تعني مجرد تعزيز التحول في العلاقات السعودية الأمريكية والعودة بها إلى ما كانت عليه من القوة والمتانة، وإنما أيضا هي تعني تصحيح صورة المرأة في المملكة، التي شوهتها يد السوء والبغي.