-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
يقولون للمتحدث والشاعر عندما يلقي كلمة رائعة أو شعرا أخاذا صح لسانك، وأحيانا يقولونها مجاملة بلا مذاق ولا روح. وأنا أقول يا ملكنا الرائع صح بنانك الذي رسمت به مستقبل أمة، وصح عملك الذي أزلت به عن العرب ظلمة، وصح قلمك وفكرك وعزمك. ما شاء الله تبارك الله، سنة وبضعة أشهر، أعمال تسبق الأقوال، وكأني بك يا أبو الرجال تقول لا وقت للانتظار، فالانتظار يلازم الفاشلين، الانتظار ليس صفة الكبار، هو فراش غير وثير لمن آثر المشاهدة من المدرج، الكرة ليست في ملعب النائمين لأنهم سيلعبونها في أحلامهم، هذا إذا بلغت بهم أحلامهم ذلك العزم. الرجال يصنعون التاريخ المجيد، فالتاريخ ليس وسادة يتكئ عليها من لا هوية له ولا طموح، التاريخ لا يكتب ذاته، التاريخ يكتب شاء أم أبى. تلوي عنقه الأفعال، وتضبط إيقاعه الأفكار العظيمة التي لا يجيدها إلا العظماء، ولا يطوعها إلا ذو همة، ورجل أمة، ينقاد له التاريخ، ويخضع لسيرته اليراع، هكذا أنت أيها الملك المبجل، أيها الملك الراشد الحكيم. سنة وبضعة أشهر قلبت معادلات كانت حكرا على صناع قرار، لا تستطيع أمة من الأمم أن تخالفهم أو تتجرأ وتنافس أو تبدي الممانعة. هكذا أنت أبهرت الأعداء، وأفرحت الأصدقاء، من عاصفة الحزم وتحالفاتها والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب ولجان التنسيق المشتركة وتسوية أوضاع الأمتين العربية والإسلامية وجمع كلمتها بدور رائد وبناء رسخته وأرخته في سجل التاريخ لحبك الكبير المملكة العربية السعودية. أدوار لا تنسى وقرارات ملهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي. إن المنظومة الاقتصادية التي أعلنت ملامحها لن ينساها لك هذا الوطن، فالبترول الابن البار والعنصر الفعال في نماء هذا الوطن تعب من تحمل المسؤولية لوحده، وكأني به يقول آن لي أن أترجل ولو كاستراحة محارب، قد أصبح لي أصدقاء عرفني بهم سلمان بن عبدالعزيز. آن للوطن أن يأمن على مستقبله، وأن ينام شعبه قرير العين. نعم قد لا يتحقق ذلك اليوم ولكن إن غدا لناظره قريب. مستقبل واعد لأمة مستحقة. من سلمان الوفي كل الوفاء، ومن الشعب الحب والولاء. الرجال لا تقاس أعمارها بالسنين، ولكن بفعل القادرين، وإنجاز المتمكنين، وإبداع الرائعين. أمد الله لنا في عمرك، ومتعك بالصحة، وتبقى أمتك في كنفك وأنت في قلبها. وصح فعلك أيها الرجل العظيم.