-A +A
حسين الشريف
• اقتربت شمس اتحاد الكرة ومجلس إدارته من المغيب ولم تقترب معه أحلامنا الوردية من واقع رياضتنا المرير، بعدما سجل عيد ورفاقه حضورهم التاريخي في سجلات وأروقة رياضتنا كأول اتحاد منتخب حظي بتأييد وثقة كل شرائح المجتمع الرياضي ومحبي كرة القدم.
• وحان الرحيل ولم يحن الوقت لاسترجاعنا ماضينا الجميل، ولم تكن فترة رئاسة أحمد عيد للاتحاد بالمثالية، حيث لم يصل بطموحاتنا إلى شط آمالنا البعيد الذي كنا نأمله ونتوقع أن نصله مع ابن اللعبة البار وعاشقها المتيم بحبها من رأسه حتى أخمص قدميه.

• لم يشفع لذلك الغزال الأسمراني تاريخه الطويل ولا أخلاقياته العالية ولا خبرته وعلمه، في أن يكون ربانا ماهرا لسفينته الغارقة وسط تلاطم أمواج المتربصين والمستنفعين الذين لم ولن يرضوا عن عيد وحتى غير عيد إلا إذا اتبع ميولهم، لإيماننا الكامل ويقيننا التام بأن من يحرك الحجارة ويدير لعبة الشطرنج في دهاليز الاتحاد لا يسمح لأحد أن يصنع مجدا.
• فالعقلاء يعرفون بأن أحمد عيد لم يصعد سدة رئاسة الاتحاد ومنتخباتنا تعتلي الزعامة حتى يسقطها ولا أنديتنا تتوسد الذهب فيوقظها وأنظمة تحكمنا فيبعثرها ولا ميزانيات مالية تدعمنا فيهدرها، وإنما جاء على إرث كبير من الإخفاقات والديون المتراكمة.
• العارفون ببواطن الأمور يدركون أيضا حقيقة الكأس التي تجرعها اتحاد عيد، وليسوا مستغربين ولا مستبعدين هذا السيناريو الذي رسم منذ الوهلة الأولى، فبرغم اجتهادهم وحرصهم على النجاح إلا أن ذلك لم يكن كافيا لانتشال اتحاد كرة كان غارقا في الإخفاقات لسنوات وسنوات ليسدل به الستار على آخر فصول التجربة الفريدة بالإجهاض.
ومع ذلك، يؤمنون بأن من خذل عيد هو عيد نفسه الذي استسلم لما يدار خلف الستار ورضي لنفسه أن يكون أحد حجارة الشطرنج التي تتحرك في كل الاتجاهات، لتسقط معها ورقة التوت من أجندة اتحاد منتخب حمل معه قبل أربع سنوات أحلاماً وآمالا وطموحات تبددت كلها خلف القيادة الضائعة.
• القيادة التي كان ينقصها الفن والمهارة والأسلوب لتسخير كل الكوادر الإدارية التي حولك إلى تنفيذ أهدافك لكنها لا تدور حول القائد، وإنما حول الذين يقودهم، أي لن يكون عيد القائد ناجحا إن لم يكن الأعضاء ناجحين والأندية محترفة والإعلام متعاوناً، فبقدر نجاح تلك الأدوات ينجح القائد.
• نعم عيد.. أنت رئيس رائع ولكن لم تعرف كيف تكون قائدا بارعا، وحتى تكون كذلك كان لا بد أن تكون شجاعا وشفافا، فالضعف لا ينتج إلا الفوضى والانهيار وتاريخا للنسيان.