حماس التي تركتها الممانعة وحيدة
الأربعاء / 10 / ربيع الثاني / 1445 هـ الأربعاء 25 أكتوبر 2023 00:04
رامي الخليفة العلي
في الحادي عشر من شهر أكتوبر الجاري؛ أي بعد أربعة أيام على انطلاق هجوم الفصائل الفلسطينية على الجانب الإسرائيلي واقتحام غلاف غزة، خرج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية لكي يطلب مما سماه قوى المقاومة المشاركة والدخول إلى المعركة. إذا استثنينا التحرشات التي قامت بها مليشيات حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فقد دخلت المليشيات المنضوية تحت هذا المسمى الذي يقصده هنية في حالة صمت مريب. قبل أيام معدودة من بدء الحرب في غزة تحدث حسن نصرالله -زعيم مليشيات حزب الله- عن وحدة الساحات، وأصبحنا نعتقد أننا أمام غرفة مشتركة تضم حزب الله وحماس والجهاد والمليشيات المتواجدة في العراق وسوريا، ولكن يبدو أن مليشيات حزب الله لا تزال حتى كتابة هذه الكلمات ملتزمة فيما يمكن تسميته بقواعد الاشتباك، بحيث لا تخرج تلك التحرشات عن السيطرة. صمت حسن نصرالله على غير العادة وترك المهمة لنائبه نعيم قاسم الذي تحدث بلغة عمومية فضفاضة. تحدثت بعض المواقع الإعلامية التابعة أو القريبة للحزب أنه سيتدخل وفقاً لقاعدة التصعيد المتبادل؛ أي أن هناك خطاً معيناً إذا تجاوزته إسرائيل في قطاع غزة فإن الحزب سيفتح نيرانه على إسرائيل، ولكن هذا يدين الحزب الذي تجاهل آلاف الضحايا من الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية والحصار الشامل الذي تمارسه إسرائيل على القطاع والذي منع الماء والطعام والدواء والوقود بما يعتبر جريمة حرب، والحقيقة أن العملية العسكرية الإسرائيلية بدأت منذ اللحظة الأولى لهجوم الفصائل في السابع من شهر أكتوبر، وأهداف هذا الهجوم واضحة وهي القضاء على حركة حماس واستئصالها وإعادة ترتيب الأوراق الأمنية والعسكرية والسياسية ليس فقط في غزة، بل بما يشمل المنطقة برمتها. إهمال (ما يسمى قوى الممانعة) القصف الجوي الذي حول مدن القطاع إلى مربعات سكنية ويعمد إلى تدميرها واحدة تلو الأخرى، غير عابئ بالتكاليف الإنسانية الباهظة وسقوط أعداد كبرى من الشهداء المدنيين هو عملياً إدارة الظهر لحماس والفصائل. أما في الساحتين العراقية والسورية فالمشهد أكثر مأساوية لأنه تحول إلى مزايدات وخطابات، بل إن المليشيات في العراق دعت إلى الاحتشاد على الحدود العراقية الأردنية، حرصاً على الشو الإعلامي، مع أن هذه المليشيات لديها فروع في لبنان وسوريا وتستطيع مهاجمة إسرائيل كما تدعي من هناك، أكثر من ذلك الحدود السورية ـ العراقية والسورية ـ اللبنانية هي عملياً سداح مداح ويستطيعون أن يتحركوا إلى هناك بسهولة ويسر.
بالرغم من التشبيح الذي مارسته وتمارسه كثير من تلك المليشيات ضد الدول العربية، فإن هذه الدول تخوض معركة دبلوماسية شرسة تعالت فيها عن الجراح وتجاوزت سفاسف خطابات المحاور وهي تعمل على منع تصفية القضية الفلسطينية، حيث وقفت الدول العربية صفاً واحداً ضد التهجير القسري، وكذا ضغطت لإدخال المساعدات إلى السكان الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة، وهذا ينسجم مع خيار السلام الذي تبنته الدول العربية منذ المبادرة العربية في عام 2001، ولكن الكرة في ملعب من يدعي المقاومة والممانعة، الذي يبدو أنه يسير باتجاه ترك حماس تنقي شوكها بيدها وحيدة.
بالرغم من التشبيح الذي مارسته وتمارسه كثير من تلك المليشيات ضد الدول العربية، فإن هذه الدول تخوض معركة دبلوماسية شرسة تعالت فيها عن الجراح وتجاوزت سفاسف خطابات المحاور وهي تعمل على منع تصفية القضية الفلسطينية، حيث وقفت الدول العربية صفاً واحداً ضد التهجير القسري، وكذا ضغطت لإدخال المساعدات إلى السكان الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة، وهذا ينسجم مع خيار السلام الذي تبنته الدول العربية منذ المبادرة العربية في عام 2001، ولكن الكرة في ملعب من يدعي المقاومة والممانعة، الذي يبدو أنه يسير باتجاه ترك حماس تنقي شوكها بيدها وحيدة.