كتاب ومقالات

الجزيرة تركب عصاها وتطير !

نجيب يماني

حملة الاستهداف المسعورة التي تقودها قناة «الجزيرة» القطرية على المملكة العربية السعودية وقيادتها، تكشف بجلاء عن مقدار «السخام» الذي يتبطّن نفوس القائمين عليها، ويعرّي طوايا الحقد والحسد والموجدة التي تغلي في هذه الصدور السقيمة، والعقول المريضة..

إن من يتابع الحملة التي تقودها «الجزيرة» على المملكة وقيادتها زوراً وبهتاناً، تتبدى له روح المؤامرة المنظورة في سعيها نحو تشويه سمعة قيادتها الناصعة بالعطاء، والتي أوجدت لها مكاناً علياً بين الكبار وغيرت وجهة المملكة نحو الوسطية والاعتدال. وهزمت الإرهاب وفضحت مموليه والقائمين عليه.

وذلك عبر فتح نوافذها لكل كاره وناعق وخائن يعتقد أن طنينه يضير من بنى وطنا شامخا على الأرض ورأسه عالٍ في السماء، ليبث سمومه وأحقاده مستهدفاً وطنا بحجم الشمس يحتضن الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، ويتسامق في رحاب المعالي بفضل الله عليه، وبعزم قيادته الراشدة الحكيمة، ووفاء شعبه الأبي المخلص.

برنامج إثر برنامج، واستضافة على وقع أخرى، وترصّد في كل خبر وتغطية وغاية «الجزيرة» مكشوفة ومعروفة، وهو نهج قامت عليه وتربت في حجره، فلا حياة لها إلا في ظل «المؤامرة»، ولا مغذّي لها إلا «الفتنة»، ولا رواج لبضاعتها الخاسرة إلا عند من ألفوا الفتنة من «الإخونج» والصحويين وأشباه الرجال، ومن شايعهم وناصرهم في باطلهم الممرور..

ليس في التوصيف مبالغة أو خروج عن حدود الذوق وسلامة التعبير عندما نصف هذه «الجزيرة» بأنها «عقرب في خاصرة الخليج»، و«أفعى» تبث سمومها في جسد الأمة العربية والإسلامية، بما تروّج له من بذور الفتنة والشقاق، فاتحة نوافذها لشذّاذ الآفاق، وخائني أوطانهم وشعوبهم وأهليهم، خدمة لأجندة «الإخوان» في خلخلة البنى الاجتماعية المستقرة، وضرب النسيج الاجتماعي للأوطان العربية، ونثر بذور التفرقة والشتات، وتبديد اللحمة الوطنية، وتشكيك الشعوب في قيادتها، بما يمكنها من الانقضاض على السلطة، والسيطرة على مفاصل الدول، ونشر آيديولوجية الكراهية والإرهاب والتطرف، التي ما فتئ العالم -كل العالم- يعاني من تداعياتها الخطيرة والكارثية..

خسئت «الجزيرة» حين تستهدف المملكة بخطابها المتجاوز لكل الأعراف والأخلاق، وهي تحاول في حملتها المسعورة أن تدسّ السمَّ في الدسم، وتدّعي زوراً وباطلاً أنها «منبر للرأي والرأي الآخر»، وهي في حقيقة الأمر تدس ألغاماً في ما تعرضه، وتستدرج بخبث معهود بعض مستضافيها لتمرير خطابها مفضوح النوايا

فيقع في الشراك من يقع، وينجو من له بصيرة ووعي بهذه المقاصد الدنيئة، والغايات المفخخة.

بالأمس القريب استضافت رئيس وزراء باكستان، عمران خان، وغايتها ضرب العلاقة السعودية الباكستانية، وإيجاد ثقب من خلال قضية كشمير، حيث جاء سؤال المذيع لـ«خان» مفخخاً مستفسراً عن تقييم باكستان لـ«موقف المملكة العربية السعودية قائدة العالم الإسلامي بلاد الحرمين قبلة المسلمين من قضية إقليم كشمير وما يتعرض له المسلمون في إقليم جامو وكشمير؟»..

وهو سؤال ما كان له أن يكون بهذه الصيغة لو أرادت «الجزيرة» الحقيقة، فموقف المملكة من كشمير؛ وكل القضايا العربية والإسلامية، والنزاعات الإقليمية أوضح وأجلى لكل من يريد الحقيقة وينشدها، ومبذول لكافة الناس، ولا يحتاج لسؤال أحد، ناهيك عن رئيس للوزراء.. ولمعرفة عمران خان بنوايا السؤال وبعده «التآمري المُلغّم»، جاءت إجابته حجراً ألقم به مذيع «الجزيرة»، حين أجاب بقوله: «للسعودية سياستها الخاصة، ومن أكون لأنتقدها؟».

ثم أردف مضيفاً: «أقول شيئاً واحداً؛ السعودية ساعدتنا في ظل أصعب الأزمات الاقتصادية، ليس هذا فحسب؛ بل السعودية ساعدتنا في الماضي عندما كانت باكستان تواجه مشكلات».

هذه واحدة من مظاهر الاستهداف ومحاولة الاصطياد في الماء العكر التي ما فتئت «الجزيرة» -لسان حال نظام الحمدين- تترصّد بها المملكة وقيادتها وشعبها، وهيهات أن تبلغ غايتها المسمومة، فالمملكة دولة أكبر من مؤامرات «الصغار»، وقيادتها أرفع شأنا من «عبث الموتورين»، وشعبها أوعى بكثير من محاولات الاستهداف البائرة، ومساعي التلغيم الخاسرة.

نعرف أن الجزيرة تخدم أجندة إيرانية توسعية، وتحاول تبييض سواد الإخوان، وتبرر لخلافة أردوغان وتبث الإرهاب في كل مكان. وتلتقط كل ساقط وهارب وخائن ومأجور ليطعن في المملكة وقياداتها.

هل تستجيب قطر الدويلة لمطالبات الرباعية العربية بوقف إعطاء منبر للإرهابيين والتخلي عن سياسة دعم الجماعات الإرهابية وترجع لصوابها وتعرف أن لا قيمة لها إلا برجوعها إلى محيطها العربي. وإن أبت واستعصت فما عليها إلا أن تركب عصاها وتطير بكل ما فيها من شر وحقد وغيرة وإسفاف.

إن المرء ليأسف غاية الأسف أن يرزح شعب قطر الكريم تحت ظل هذا النظام المتآمر، وتقبض على خناقه هذه الزمرة الخبيثة، وأن تكون «الجزيرة» بفجور لسانها حاله الناطق، وصوته الذي ينعق في الفضاء بغير رقيب ومحاسب.. فشرفاء قطر أكرم من أن يكون هذا حالهم، و«الجزيرة» لسانهم!

كاتب سعودي

nyamanie@hotmail.com