الهاشم لـ عكاظ: مشروع قطر لإحراق الخليج لم ينتهِ
المقاطعة أنقذت آلاف الأرواح.. و«الحمدين» مكّن الأتراك من إعادة احتلالهم القديم
الجمعة / 26 / ذو القعدة / 1441 هـ الجمعة 17 يوليو 2020 02:29
حوار: بشاير الشريدة Besha244@
بقلم لا يرحم وجه الحقيقة، يقف الكاتب الصحافي الكويتي فؤاد الهاشم حائراً بين حبره الأحمر وانتمائه الأزرق، رغم غربته في «دار زايد» حتى اليوم. وحين جالس «عكاظ» على طاولة مليئة بالملفات الساخنة، قلّب صفحات الماضي والحاضر السياسي، وكشف كيف ألقاه غريمه القطري في سجن مفتوح لـ 7 سنوات، يقضيها مراوحاً بين أودية المقاطعة القطرية الضيقة، وخيانات الحمدين، وألغام الإخوان المتأسلمين، وتسريبات خيمة القذافي وقصائد الرثاء الأحمق لصدام حسين التي فجرها هنا بكل صراحة.. فإلى الحوار:
• ما هي طقوسك في الكتابة.. وماذا قدمت لك؟
•• أكتب نهارا وأقرأ ليلا، فالكتابة تشعل الذهن، والقراءة تطفئه.. وقد منحتني الكتابة، والصحافة عموما، حب الناس والسجن والمحاكم والمنع من السفر والتوقيف بمطارات العرب.
• في فلسفتك الخاصة ما هو الوطن؟ وبحكم إقامتك في الإمارات، هل تحنّ للكويت؟
•• الوطن ليس مساحة جغرافية تقاس على الأرض فقط، بل مساحة في قلب وعقل من ولد على أرضها، هو كالأم حين تغضب على ولدها، فتدعو عليه بلسانها، بينما يقول قلبها: بعيد الشر عليك واسم الله عليك.. أعيش في الإمارات منذ 3 سنوات، صحيح أشعر بالحنين للكويت، ولكن بعد عودتي إليها من المؤكد سأشعر بالحنين للإمارات لأنها جنة الأرض، وشعبها خلوق ويتسع صدره لكل أجناس العالم، «لا تسمع فيها قبيحاً» مثل العديد من البلدان يومض الجمر تحت رمادها.
• خفت نشاطك الإعلامي بعد الخروج من الكويت، هل تواجه ضغوطا ما دفعك لتخفيف نبرة الانتقاد الحاد لقطر والحمدين؟
•• ليست هناك أي ضغوط، هي فقط استراحة قصيرة، وفرصة لالتقاط الأنفاس والتفرغ لكتابة السطور قبل الأخيرة في كتاب سيحمل عنوان «أميران في إمارة.. 40 عاماً في بلاط صاحبة الجلالة».
• في مسيرتك، من هو غريم فؤاد الهاشم؟
•• لدي 250 قضية، بعضها منذ عام 2008، و«أفخمها» تلك التي صدر بها حكم بحبسي 7 سنوات في ديسمبر 2017، بينما كنت في رحلة علاج من المرض الخبيث في الولايات المتحدة، بسبب انتقادي لرئيس وزراء قطر الأسبق، ولنظام بلاده السياسي عبر برنامج تلفزيوني، كنت أعده وأقدمه في الكويت على قناة خاصة.
المضحك المبكي في الأمر، أن الزميل عميد الصحافة «أحمد الجار الله» حكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة بتهمة الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمحكمة قررت أن إساءتي لحمد بن جاسم تستحق 7 سنوات، أي أن ابن جبر صار يعادل 7 معصومين.!
• لماذا اعتذرت عن قبول الجنسية الإماراتية؟
•• لا أحد عرضها عليّ ولا أنا اعتذرت عن قبولها، لسبب بسيط، هو أن الكويتي إماراتي والعكس، ولو أتيح لأحد أن يطلع على ما في قلوب أهل الكويت، باستثناء مرتزقة «خشمي خيارة» الإسرائيلي، فستجد بداخلها صورة لمحمد بن زايد ومحمد بن راشد، وإلا ما سر إقامة 5000 أسرة كويتية في دبي وحدها إقامة دائمة؟
• ما التهمة التي سجنت بسببها 7 سنوات؟ وهل هي وراء إقامتك في أبوظبي؟
•• كما قلت سلفاً، كنت أخضع للعلاج الكيماوي في أمريكا، حين صدر الحكم بسجني 7 سنوات، وبعد انتهاء العلاج، غيرت الوجهة الأخيرة في تذكرة السفر من الكويت إلى الإمارات، التي استقبلتني بدفء لم يعادله إلا دفء الكويت حين عدت إليها بعد تحريرها من دنس غزو صدام حسين.
وللحقيقة، في منزلي بالكويت، ذاب زر جرس الباب من كثرة مندوبي المحاكم المتوافدين أسبوعيا لعدة مرات، محملين بأوراق دعاوى «حمد بن جاسم بن جبر»، تتلوها طلبات التعويض بآلاف الدنانير، بل إنه استصدر -ذات مرة- أمرًا بحجز سيارتي وبيعها بالمزاد لصالحه! ومن إحدى نوادر تلك القضايا، أتذكر استدعائي من وكيل النيابة للتحقيق في دعوى رفعها بن جبر، ثم قدمها لي لأقرأ حيثيات شكواه -وهو يبتسم- فإذا بالشيخ يقول فيها: «لقد تكرر من المدعو فؤاد الهاشم كتابة المقالات المسيئة لنا في جريدة الوطن وهذا قد يؤدي بما لا يدع مجالا للشك إلى إمكانية نشوب حرب بين بلدينا» كان بن جبر ينوي إرسال حاملات الطائرات القطرية إلى سواحل الكويت لقصفها من البحر،! والسبب؟ مقالات كاتب صحافي، وهو الذي يريد نشر الحرية والديمقراطية «القطرية» في أرجاء العالم العربي!
• ماذا لو نجح صدام حسين في احتلال الكويت؟
•• أبداً، لم يكن لينجح صدام في احتلال الكويت، لأن العالم لن يسمح بذلك، وحتى لا ترسل الصين دباباتها وتحتل تايوان، وترسل تركيا قواتها وتحتل الموصل وكركوك، وترسل كل دولة لها «مرقد عنزة» في أرض أخرى قواتها وتحتل ما تريد!
• ماذا ترد على من يرثي صدام حسين؟
•• من يرثي صدام إما غبي أو جاهل، وفي كلتا الحالتين لا يلام على قوله، ولا يعتب على تصرفه!
• ما سبب استمرار ظاهرة «البدون» في المجتمع الكويتي؟ وما الحل برأيك؟
•• البدون، مشكلة صنعتها الحكومات الكويتية المتعاقبة، حين أصدرت في نهاية الستينات قانونا يقضي بمعاملتهم معاملة الكويتي في التعليم والعلاج والوظيفية، فكانت النتيجة أن آلاف الوافدين أحرقوا هوياتهم وادعوا أنهم «بدون» ليحصلوا على تلك المزايا، لدرجة أن الكشوفات أظهرت أن عددا منهم من أصول مصرية وفلبينية. وأعتقد أن «غرضا في نفس ابن يعقوب» وراء استمرارها.
• هل أنصفت الكويت المرأة بتعيين 8 قاضيات لأول مرة في تاريخها؟ وكيف تفسر معارضة بعض رجال الدين هذا القرار؟
•• تعيين المرأة في سلك القضاء الكويتي خطوة رائعة رغم تأخرها سنوات كثيرة. أما اعتراض بعض رجال الدين، فيشبه «إصبع الزبدة» ما إن يترك ليلا خارج الثلاجة حتى ينبلج عليه الصبح.. فيذوب! ألم يعترضوا على استخدام الأطباق اللاقطة وقيادة المرأة للسيارة والسينما والترفيه.. وغيرها؟
• في الموروث الديني ولاية الرجل على المرأة تستمر حتى بعد بلوغها سن الرشد، كيف ترى المطالبات البرلمانية بإسقاط هذه الولاية؟
• لا يوجد في الكويت مطالبات برلمانية لإسقاط «ولاية الرجل على المرأة»، لسبب بسيط، وهو أن مجلس الأمة، ومنذ عام 1981، بداية ما سمي بعصر الصحوة، وهو بلحية طويلة ودشداشة قصيرة وشماغ أحمر وبلا دماغ.
• كيف ترى الوساطة الكويتية في حل الأزمة القطرية والمقاطعة الرباعية، وهل فشلت؟
•• تنظيم «الحمدين» يرغب في إفشالها، لأن المشروع التخريبي المكلف به هذان الاثنان لم يكتمل، وبعد أن كانت الكويت أول دولة خليجية كادوا ينجحون بإسقاطها في الفوضى، كما صرح أمير الكويت حين قال: «البلد ضاعت إلا شوية»، تركوها الآن لتكون الدولة الخليجية الأخيرة التي سيشعلون فيها نار الفتنة!
• يمتدح «الإخواني» محمد العوضي المثلية، بينما انتقدها قبل 4 سنوات، فهل تغير الدين أم أن وحي «أردوغان» نزل عليه؟
•• يتشابه هؤلاء، عندنا في الخليج، مع «رابعة العدوية»، ولكن بالعكس، إذ يبدأون نصف حياتهم الأول بالتشدد والتضييق على الناس، ثم يتركونها في النصف الآخر «سداح مداح». فقيادة الإخوان في مصر اتخذت هذه السياسة في السنوات الـ10 الأخيرة، في محاولة لصبغ وجهها الأسود بألوان قوس قزح، علها تستقطب مؤيدين أكثر.
• هل تقبل اعتذار رموز التطرف الصحوي، بعد عقود من الدعوة للجهاد وزج الشباب للخارج؟
• طبعا لا، اعتذاراتهم غير مقبولة على الإطلاق، حتى وإن كانت وقتها تنطق بلسان الأمريكيين الذين أرادوا محاربة التدخل الشيوعي في أفغانستان، ورموز التطرف هؤلاء مكانهم خلف القضبان إلى يوم يبعثون.
• بعد أربعة عقود من تأسيس مجلس التعاون الخليجي، كيف يلخص الهاشم هذه المسيرة؟
•• للأسف أن حلم شعوب الخليج بولادة مجلس التعاون، وبأنه سيكون البيت الكبير لكل مواطن على أرض الجزيرة قد تحول إلى كابوس، بوجود تلك الثعابين في الدوحة!.
حلمنا بالجواز الموحد والعملة الموحدة والحدود المفتوحة والمواطنة للجميع واستيقظنا على «حوثي» أهبل سيلعنه تاريخ اليمن ودويلة الناس فيها لا يفتحون أفواههم إلا لأطباء الاأسنان والتثاؤب، ولا يفرقون بين صناديق الانتخابات وصناديق «الفقع»، يقودهم موظف بلدية سابق يريد تعليم العالم العربي الديمقراطية وحرية الرأي وتبادل السلطة!
• في اعتقادك، ما مستقبل مجلس التعاون في ظل سياسات «الحمدين»؟
•• من المؤكد أنه تأثر كثيرا من مؤامرات الحمدين، وما كنا نعيشه قبل ذلك ونتذمر منه لرغبتنا في المزيد صرنا نحلم به ونراه أجمل ما كان لدينا مع الأسف.
• أنت مع أم ضد توحيد العملة الخليجية؟ ولماذا؟
•• أنا -في الخليج- مع التوحيد في كل شيء، من توحيد العملة وحتى توحيد لون الغترة، إن أمكن.
• من يقود قطر فعليا في «إثارة الشرور»: القرضاوي أم الحمدان أم عزمي؟
•• حقيقة، من يقود قطر هو من وضع وخطط ونفذ مشروع «الفوضى الخلاقة»، وما خروج «عزمي بشارة» من إسرائيل واستقراره في الدوحة إلا للإشراف على التنفيذ فقط.
• كيف تربط اختفاء العمليات الإرهابية بالمقاطعة القطرية؟
•• المقاطعة أنقذت آلاف الأرواح التي كان من الممكن أن تذهب إلى خالقها عبر العمليات الإرهابية، كانت السيارات المفخخة تنفجرفي بغداد بمعدل سيارة كل 48 ساعة، وبعد ساعات من تطبيق قرارات المقاطعة توقف كل شيء.
• هل قطر مستعمرة عثمانيا عام 2020؟
•• الأتراك أعادوا احتلالهم القديم لقطر، بعد أن طردهم الشعب القطري الباسل قبل 100 عام.
• لماذا لم تنفذ قطر الشروط الـ13؟
•• لأن مشروعها في حرق دول الخليج لم ينجز بعد.
• لماذا لم يساهم انكشاف مؤامرات «الحمدين» ومقاطعة قطر في إسقاط حكم سجنك؟
•• يوجه هذا السؤال إلى نواب البرلمان الكويتي الذين أجازوا قانون المرئي والمسموع.
• وما آخر مستجدات قضيتك مع حمد بن جاسم؟
•• لا جديد، ما زالت القضايا منظورة في المحاكم الكويتية.
• ألم تنتفِ حجج الحكم عليك على خلفية اتهامك قطر بدفع رشاوى لاستضافة كأس العالم، بعد إدانة بلاتر وأعضاء بـ«الفيفا»، وإيقاف القطري محمد بن همام مدى الحياة؟
•• أنا أول من كتب وكشف رشوة بلاتر، بعد 4 أيام فقط من الإعلان عن فوز قطر بتنظيم الأولمبياد، وكانت النتيجة رفع بن جبر عدة قضايا ضدي.
• تسريبات «خيمة القذافي»، وقبلها قضية إخوان مصر، أدانت إخوان الكويت بالتآمر على الأنظمة الخليجية والسعي لإحداث الفوضى الخلاقة، هل سيدفع ذلك الكويت لاتخاذ موقف مغاير تجاه نظام «الحمدين» أو وقف أنشطة الجماعة الإرهابية؟
•• الإخوان في الكويت موجودن منذ 65 عاماً.. وللأسف يزدادون قوة.
• برأيك ما سبب زيارة حليمة بولند لخيمة القذافي، وهل حُسن النية مرفوض في هذه المواقف؟
•• سبب الزيارة شخصي بحت ولقاء زعماء سياسيين مع إعلاميات أو فنانات ليس أمرا جديدا على مستوى العالم.
• ما هو سر دعوة الكويت الغنوشي لزيارتها على رغم مواقفه المخزية إبان احتلال صدام الكويت؟
•• هي إحدى نتائج قوة الإخوان، فلو كان التيار الليبرالي قوياً، ما كان للدعوة أن تتم!
• حسن نصر الله يقول: «التقيت ملك الموت في المنام، وطالبته بأن يقبض روحي بدلا من سليماني».. ما تعليقك؟
•• حين سمعت «حسن نصر الله» تذكرت المرحومة جدتي، وحكاياتها لنا قبل النوم!
• هل التبرعات الخليجية هي من كونت ثروة سهى عرفات؟
•• التبرعات الخليجية ليست من كانت وراء ثروة سهى، بل وراء تكوين ثروات العديد من القيادات الفلسطينية واليمنية والسودانية والسورية والتونسية.. إلخ.. إلخ!
• الليبرالية مفهوم واسع.. كيف تراها؟
•• ببساطة شديدة، هي أن تعيش وتدع غيرك يعيش.. «لست عليهم بمسيطر» و«فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».
• اللجوء السياسي يخدم الإنسانية أم يستغلها بحجة الحقوق؟
•• نعم يخدم الإنسانية، وإن استخدم بغرض سيئ فالخطأ في التطبيق وليس في النظرية.
• كيف ترى الحرية العربية؟
•• العالم العربي، في معظمه، سجن بلا أسوار.
• ما مدى حرية الإعلام الخليجي؟
•• حرية الإعلام الخليجي مثل «بدلة الراقصة».. هي تعتقد أنها تسترها بما فيه الكفاية، بينما من يشاهدها عن بعد يرى كل عيوبها.
• ما تقييمك لفايروس كورونا؟
•• كورونا حرب سياسية، ومن يرى غير ذلك يعيش في جمهورية أفلاطون الفاضلة!
• هل أعاد الإخفاق في التعامل مع الوباء ترتيب الدول المتقدمة؟
•• بالتأكيد، أعاد ترتيب تصنيف الدول، ولم تعد المقدمة كما كانت، بل تجاوزتها بعض دول العالم مثل دولة الإمارات التي تقدمت وتفوقت بشكل مذهل في التعامل معه عكس الدول المتقدمة.
• ما هي طقوسك في الكتابة.. وماذا قدمت لك؟
•• أكتب نهارا وأقرأ ليلا، فالكتابة تشعل الذهن، والقراءة تطفئه.. وقد منحتني الكتابة، والصحافة عموما، حب الناس والسجن والمحاكم والمنع من السفر والتوقيف بمطارات العرب.
• في فلسفتك الخاصة ما هو الوطن؟ وبحكم إقامتك في الإمارات، هل تحنّ للكويت؟
•• الوطن ليس مساحة جغرافية تقاس على الأرض فقط، بل مساحة في قلب وعقل من ولد على أرضها، هو كالأم حين تغضب على ولدها، فتدعو عليه بلسانها، بينما يقول قلبها: بعيد الشر عليك واسم الله عليك.. أعيش في الإمارات منذ 3 سنوات، صحيح أشعر بالحنين للكويت، ولكن بعد عودتي إليها من المؤكد سأشعر بالحنين للإمارات لأنها جنة الأرض، وشعبها خلوق ويتسع صدره لكل أجناس العالم، «لا تسمع فيها قبيحاً» مثل العديد من البلدان يومض الجمر تحت رمادها.
• خفت نشاطك الإعلامي بعد الخروج من الكويت، هل تواجه ضغوطا ما دفعك لتخفيف نبرة الانتقاد الحاد لقطر والحمدين؟
•• ليست هناك أي ضغوط، هي فقط استراحة قصيرة، وفرصة لالتقاط الأنفاس والتفرغ لكتابة السطور قبل الأخيرة في كتاب سيحمل عنوان «أميران في إمارة.. 40 عاماً في بلاط صاحبة الجلالة».
• في مسيرتك، من هو غريم فؤاد الهاشم؟
•• لدي 250 قضية، بعضها منذ عام 2008، و«أفخمها» تلك التي صدر بها حكم بحبسي 7 سنوات في ديسمبر 2017، بينما كنت في رحلة علاج من المرض الخبيث في الولايات المتحدة، بسبب انتقادي لرئيس وزراء قطر الأسبق، ولنظام بلاده السياسي عبر برنامج تلفزيوني، كنت أعده وأقدمه في الكويت على قناة خاصة.
المضحك المبكي في الأمر، أن الزميل عميد الصحافة «أحمد الجار الله» حكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة بتهمة الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمحكمة قررت أن إساءتي لحمد بن جاسم تستحق 7 سنوات، أي أن ابن جبر صار يعادل 7 معصومين.!
• لماذا اعتذرت عن قبول الجنسية الإماراتية؟
•• لا أحد عرضها عليّ ولا أنا اعتذرت عن قبولها، لسبب بسيط، هو أن الكويتي إماراتي والعكس، ولو أتيح لأحد أن يطلع على ما في قلوب أهل الكويت، باستثناء مرتزقة «خشمي خيارة» الإسرائيلي، فستجد بداخلها صورة لمحمد بن زايد ومحمد بن راشد، وإلا ما سر إقامة 5000 أسرة كويتية في دبي وحدها إقامة دائمة؟
• ما التهمة التي سجنت بسببها 7 سنوات؟ وهل هي وراء إقامتك في أبوظبي؟
•• كما قلت سلفاً، كنت أخضع للعلاج الكيماوي في أمريكا، حين صدر الحكم بسجني 7 سنوات، وبعد انتهاء العلاج، غيرت الوجهة الأخيرة في تذكرة السفر من الكويت إلى الإمارات، التي استقبلتني بدفء لم يعادله إلا دفء الكويت حين عدت إليها بعد تحريرها من دنس غزو صدام حسين.
وللحقيقة، في منزلي بالكويت، ذاب زر جرس الباب من كثرة مندوبي المحاكم المتوافدين أسبوعيا لعدة مرات، محملين بأوراق دعاوى «حمد بن جاسم بن جبر»، تتلوها طلبات التعويض بآلاف الدنانير، بل إنه استصدر -ذات مرة- أمرًا بحجز سيارتي وبيعها بالمزاد لصالحه! ومن إحدى نوادر تلك القضايا، أتذكر استدعائي من وكيل النيابة للتحقيق في دعوى رفعها بن جبر، ثم قدمها لي لأقرأ حيثيات شكواه -وهو يبتسم- فإذا بالشيخ يقول فيها: «لقد تكرر من المدعو فؤاد الهاشم كتابة المقالات المسيئة لنا في جريدة الوطن وهذا قد يؤدي بما لا يدع مجالا للشك إلى إمكانية نشوب حرب بين بلدينا» كان بن جبر ينوي إرسال حاملات الطائرات القطرية إلى سواحل الكويت لقصفها من البحر،! والسبب؟ مقالات كاتب صحافي، وهو الذي يريد نشر الحرية والديمقراطية «القطرية» في أرجاء العالم العربي!
• ماذا لو نجح صدام حسين في احتلال الكويت؟
•• أبداً، لم يكن لينجح صدام في احتلال الكويت، لأن العالم لن يسمح بذلك، وحتى لا ترسل الصين دباباتها وتحتل تايوان، وترسل تركيا قواتها وتحتل الموصل وكركوك، وترسل كل دولة لها «مرقد عنزة» في أرض أخرى قواتها وتحتل ما تريد!
• ماذا ترد على من يرثي صدام حسين؟
•• من يرثي صدام إما غبي أو جاهل، وفي كلتا الحالتين لا يلام على قوله، ولا يعتب على تصرفه!
• ما سبب استمرار ظاهرة «البدون» في المجتمع الكويتي؟ وما الحل برأيك؟
•• البدون، مشكلة صنعتها الحكومات الكويتية المتعاقبة، حين أصدرت في نهاية الستينات قانونا يقضي بمعاملتهم معاملة الكويتي في التعليم والعلاج والوظيفية، فكانت النتيجة أن آلاف الوافدين أحرقوا هوياتهم وادعوا أنهم «بدون» ليحصلوا على تلك المزايا، لدرجة أن الكشوفات أظهرت أن عددا منهم من أصول مصرية وفلبينية. وأعتقد أن «غرضا في نفس ابن يعقوب» وراء استمرارها.
• هل أنصفت الكويت المرأة بتعيين 8 قاضيات لأول مرة في تاريخها؟ وكيف تفسر معارضة بعض رجال الدين هذا القرار؟
•• تعيين المرأة في سلك القضاء الكويتي خطوة رائعة رغم تأخرها سنوات كثيرة. أما اعتراض بعض رجال الدين، فيشبه «إصبع الزبدة» ما إن يترك ليلا خارج الثلاجة حتى ينبلج عليه الصبح.. فيذوب! ألم يعترضوا على استخدام الأطباق اللاقطة وقيادة المرأة للسيارة والسينما والترفيه.. وغيرها؟
• في الموروث الديني ولاية الرجل على المرأة تستمر حتى بعد بلوغها سن الرشد، كيف ترى المطالبات البرلمانية بإسقاط هذه الولاية؟
• لا يوجد في الكويت مطالبات برلمانية لإسقاط «ولاية الرجل على المرأة»، لسبب بسيط، وهو أن مجلس الأمة، ومنذ عام 1981، بداية ما سمي بعصر الصحوة، وهو بلحية طويلة ودشداشة قصيرة وشماغ أحمر وبلا دماغ.
• كيف ترى الوساطة الكويتية في حل الأزمة القطرية والمقاطعة الرباعية، وهل فشلت؟
•• تنظيم «الحمدين» يرغب في إفشالها، لأن المشروع التخريبي المكلف به هذان الاثنان لم يكتمل، وبعد أن كانت الكويت أول دولة خليجية كادوا ينجحون بإسقاطها في الفوضى، كما صرح أمير الكويت حين قال: «البلد ضاعت إلا شوية»، تركوها الآن لتكون الدولة الخليجية الأخيرة التي سيشعلون فيها نار الفتنة!
• يمتدح «الإخواني» محمد العوضي المثلية، بينما انتقدها قبل 4 سنوات، فهل تغير الدين أم أن وحي «أردوغان» نزل عليه؟
•• يتشابه هؤلاء، عندنا في الخليج، مع «رابعة العدوية»، ولكن بالعكس، إذ يبدأون نصف حياتهم الأول بالتشدد والتضييق على الناس، ثم يتركونها في النصف الآخر «سداح مداح». فقيادة الإخوان في مصر اتخذت هذه السياسة في السنوات الـ10 الأخيرة، في محاولة لصبغ وجهها الأسود بألوان قوس قزح، علها تستقطب مؤيدين أكثر.
• هل تقبل اعتذار رموز التطرف الصحوي، بعد عقود من الدعوة للجهاد وزج الشباب للخارج؟
• طبعا لا، اعتذاراتهم غير مقبولة على الإطلاق، حتى وإن كانت وقتها تنطق بلسان الأمريكيين الذين أرادوا محاربة التدخل الشيوعي في أفغانستان، ورموز التطرف هؤلاء مكانهم خلف القضبان إلى يوم يبعثون.
• بعد أربعة عقود من تأسيس مجلس التعاون الخليجي، كيف يلخص الهاشم هذه المسيرة؟
•• للأسف أن حلم شعوب الخليج بولادة مجلس التعاون، وبأنه سيكون البيت الكبير لكل مواطن على أرض الجزيرة قد تحول إلى كابوس، بوجود تلك الثعابين في الدوحة!.
حلمنا بالجواز الموحد والعملة الموحدة والحدود المفتوحة والمواطنة للجميع واستيقظنا على «حوثي» أهبل سيلعنه تاريخ اليمن ودويلة الناس فيها لا يفتحون أفواههم إلا لأطباء الاأسنان والتثاؤب، ولا يفرقون بين صناديق الانتخابات وصناديق «الفقع»، يقودهم موظف بلدية سابق يريد تعليم العالم العربي الديمقراطية وحرية الرأي وتبادل السلطة!
• في اعتقادك، ما مستقبل مجلس التعاون في ظل سياسات «الحمدين»؟
•• من المؤكد أنه تأثر كثيرا من مؤامرات الحمدين، وما كنا نعيشه قبل ذلك ونتذمر منه لرغبتنا في المزيد صرنا نحلم به ونراه أجمل ما كان لدينا مع الأسف.
• أنت مع أم ضد توحيد العملة الخليجية؟ ولماذا؟
•• أنا -في الخليج- مع التوحيد في كل شيء، من توحيد العملة وحتى توحيد لون الغترة، إن أمكن.
• من يقود قطر فعليا في «إثارة الشرور»: القرضاوي أم الحمدان أم عزمي؟
•• حقيقة، من يقود قطر هو من وضع وخطط ونفذ مشروع «الفوضى الخلاقة»، وما خروج «عزمي بشارة» من إسرائيل واستقراره في الدوحة إلا للإشراف على التنفيذ فقط.
• كيف تربط اختفاء العمليات الإرهابية بالمقاطعة القطرية؟
•• المقاطعة أنقذت آلاف الأرواح التي كان من الممكن أن تذهب إلى خالقها عبر العمليات الإرهابية، كانت السيارات المفخخة تنفجرفي بغداد بمعدل سيارة كل 48 ساعة، وبعد ساعات من تطبيق قرارات المقاطعة توقف كل شيء.
• هل قطر مستعمرة عثمانيا عام 2020؟
•• الأتراك أعادوا احتلالهم القديم لقطر، بعد أن طردهم الشعب القطري الباسل قبل 100 عام.
• لماذا لم تنفذ قطر الشروط الـ13؟
•• لأن مشروعها في حرق دول الخليج لم ينجز بعد.
• لماذا لم يساهم انكشاف مؤامرات «الحمدين» ومقاطعة قطر في إسقاط حكم سجنك؟
•• يوجه هذا السؤال إلى نواب البرلمان الكويتي الذين أجازوا قانون المرئي والمسموع.
• وما آخر مستجدات قضيتك مع حمد بن جاسم؟
•• لا جديد، ما زالت القضايا منظورة في المحاكم الكويتية.
• ألم تنتفِ حجج الحكم عليك على خلفية اتهامك قطر بدفع رشاوى لاستضافة كأس العالم، بعد إدانة بلاتر وأعضاء بـ«الفيفا»، وإيقاف القطري محمد بن همام مدى الحياة؟
•• أنا أول من كتب وكشف رشوة بلاتر، بعد 4 أيام فقط من الإعلان عن فوز قطر بتنظيم الأولمبياد، وكانت النتيجة رفع بن جبر عدة قضايا ضدي.
• تسريبات «خيمة القذافي»، وقبلها قضية إخوان مصر، أدانت إخوان الكويت بالتآمر على الأنظمة الخليجية والسعي لإحداث الفوضى الخلاقة، هل سيدفع ذلك الكويت لاتخاذ موقف مغاير تجاه نظام «الحمدين» أو وقف أنشطة الجماعة الإرهابية؟
•• الإخوان في الكويت موجودن منذ 65 عاماً.. وللأسف يزدادون قوة.
• برأيك ما سبب زيارة حليمة بولند لخيمة القذافي، وهل حُسن النية مرفوض في هذه المواقف؟
•• سبب الزيارة شخصي بحت ولقاء زعماء سياسيين مع إعلاميات أو فنانات ليس أمرا جديدا على مستوى العالم.
• ما هو سر دعوة الكويت الغنوشي لزيارتها على رغم مواقفه المخزية إبان احتلال صدام الكويت؟
•• هي إحدى نتائج قوة الإخوان، فلو كان التيار الليبرالي قوياً، ما كان للدعوة أن تتم!
• حسن نصر الله يقول: «التقيت ملك الموت في المنام، وطالبته بأن يقبض روحي بدلا من سليماني».. ما تعليقك؟
•• حين سمعت «حسن نصر الله» تذكرت المرحومة جدتي، وحكاياتها لنا قبل النوم!
• هل التبرعات الخليجية هي من كونت ثروة سهى عرفات؟
•• التبرعات الخليجية ليست من كانت وراء ثروة سهى، بل وراء تكوين ثروات العديد من القيادات الفلسطينية واليمنية والسودانية والسورية والتونسية.. إلخ.. إلخ!
• الليبرالية مفهوم واسع.. كيف تراها؟
•• ببساطة شديدة، هي أن تعيش وتدع غيرك يعيش.. «لست عليهم بمسيطر» و«فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».
• اللجوء السياسي يخدم الإنسانية أم يستغلها بحجة الحقوق؟
•• نعم يخدم الإنسانية، وإن استخدم بغرض سيئ فالخطأ في التطبيق وليس في النظرية.
• كيف ترى الحرية العربية؟
•• العالم العربي، في معظمه، سجن بلا أسوار.
• ما مدى حرية الإعلام الخليجي؟
•• حرية الإعلام الخليجي مثل «بدلة الراقصة».. هي تعتقد أنها تسترها بما فيه الكفاية، بينما من يشاهدها عن بعد يرى كل عيوبها.
• ما تقييمك لفايروس كورونا؟
•• كورونا حرب سياسية، ومن يرى غير ذلك يعيش في جمهورية أفلاطون الفاضلة!
• هل أعاد الإخفاق في التعامل مع الوباء ترتيب الدول المتقدمة؟
•• بالتأكيد، أعاد ترتيب تصنيف الدول، ولم تعد المقدمة كما كانت، بل تجاوزتها بعض دول العالم مثل دولة الإمارات التي تقدمت وتفوقت بشكل مذهل في التعامل معه عكس الدول المتقدمة.