كتاب ومقالات

عالم الأحلام

شرفات

مي خالد

في الأحلام قد ينبت لك جناحان وتطير أو ترى نفسك جالسا كالملوك في القرون الوسطى على عرش من الذهب، أو ترى نفسك مقاتلا شجاعا قد اقتصيت من جميع الأعداء، أو قد ترى نفسك في أوضاع مزرية ومخيفة. كأن تأتي متأخرا عن موعد اختبار الرياضيات في مدرستك المتوسطة التي تخرجت فيها منذ عشرين عاما أو تجد نفسك تحت التراب ملفوفا في كفنك وتحاول الخروج.. يا للرعب!

الشيء الوحيد الذي يعتقد العلماء أنك لن تستطيع عمله في أحلامك هو القراءة بصوت واضح. فيعتقد العلماء وخبراء الأحلام أن القراءة والكتابة وقراءة الساعة ومعظم جوانب اللغة من سابع المستحيلات عملها أثناء الحلم. ربما لهذا نجد الفنانين التشكيليين من المدرسة السريالية يرسمون الساعات بأشكال ذائبة ومغلوطة، فهم يقتبسون ذلك من أحلامهم.

والسبب في عدم قدرتك على القراءة أن عقلك لا يزال وظيفيا ونسبيا أثناء نومك وأجزاء معينة منه أقل نشاطا. فعلى سبيل المثال الأجزاء من الدماغ المسؤولة عن تفسير اللغة تكون أقل نشاطا بكثير أثناء الحلم.

هذا لا يعني أن النائم الذي يرى حلما لا يستطيع فهم الأفكار بل يعني أن طريقته في تفسير تلك الأفكار مختلفة عنها في حال يقظته، ويمكن لمعظم الناس تحديد ما يقوله شخص ما في أحلامهم، لكنهم لا يستطيعون تحديد الكلمات التي لفظها بالتحديد. حتى أن البعض يصف تواصلهم في الأحلام كشكل من أشكال التخاطر. وهذا ما يحدث معي شخصيا.

عندما نحلم، فإن الجزء المسؤول من الدماغ عن المنطق والعقل يغلق، مما يسمح لنا بقبول أشياء الأحلام المجنونة كحقيقة، بينما في نفس الوقت يحول عمل دماغنا دون قدرتنا على تفسير الحروف والأرقام. في الواقع، تعتبر محاولة قراءة شيء ما بصوت واضح وعدم القدرة على ذلك إحدى علامات أنك تحلم.

أما الأمر الآخر الذي لم أمر بمثله سابقا في أحلامي فهو ما يؤكده العلماء من عدم قدرتك على رؤية نفسك في المرآة فأنت أمام حالتين؛ إما أنك لن تبدو منعكسا في المرآة أو أن وجهك سيكون غير واضح.