كتاب ومقالات

الثقافة التي تجعل الأطفال يقتلون بعضهم

بشرى فيصل السباعي

لو رصدت السلطات المعنية انتشارا وبائيا للسرطان فمن المؤكد عندها أن هناك مسببات عامة لانتشاره وليست فردية، لأنه وإن تعددت الأعضاء التي تصاب بالسرطان يبقى أن الأصل الجامع أنها كلها سرطان، وبالمثل هو حال النمط المرضي السلوكي السرطاني العنف، سواء أكان عنفا خاصا أو عاما، ماديا أو معنويا، وسبب وباء العنف بأنواعه هو الثقافة العامة التي تؤسس للعنف وتشجعه وتدفع ستين مليون ريال لمنع معاقبة القاتل وتحتفي به كبطل أثبت «مرجلته»، ومن الظواهر الناتجة عن ثقافة العنف؛

• زيادة العنف الأسري والقتل الأسري والطلاق بسبب العنف الأسري.

• العنف المدرسي/‏‏التنمر الذي وصل لقتل أطفال بالابتدائية لبعضهم وطعن أساتذتهم.

• العنف العشوائي الذي وصل للقتل بالسكاكين والسواطير على موقف للسيارة.

• ارتفاع نسبة من يدخلون أبناءهم للمدارس الأهلية لحمايتهم من العنف المدرسي.

• جنوح المراهقين والإجرام.

• ارتفاع الأمراض العقلية والنفسية بسبب أضرار العنف.

• الانتحار.

• ارتفاع سلوكيات الهروب النفسي كإدمان المسكرات والمخدرات والمسكنات.

• الفشل الدراسي.

• هروب الفتيات.

• القابلية المرتفعة للالتحاق بالجماعات الإرهابية؛ «كينث بالين» مسؤول قضائي فيدرالي ورئيس مؤسسة «غد خال من الإرهاب» المتخصصة بدراسات الإرهاب والتي تقدمها للحكومة والرئيس الأمريكي، قضى خمس سنوات بأبحاث ميدانية في الدول التي تضررت من الإرهاب؛ ومنها السعودية، وقابل أكثر من مائة شخصية متورطة بالإرهاب بحثا عن الأسباب الشخصية التي تولد القابلية لدى الجنسين للالتحاق بالجماعات الإرهابية، وتبين أن السبب الأبرز كان الحرمان من الحب وقسوة المعاملة بالأسرة، فألف كتابا بعنوان «إرهابيون بالحب، الحياة الواقعية للمتطرفين الإسلاميين».

• عنف الخادمات واقترافهن لجرائم قتل؛ حيث بمقارنة نسب جرائم القتل التي تقترفها الخادمات بحق أهل البيت لدينا مع نسبها في بقية العالم بل وحتى الدول الخليجية تعتبر مرتفعة لدينا مما يدل على أن السلوك السلبي لأهل البيت المتسم بالعنف المعنوي وربما المادي يمكن أن يولّد الانفجار العنيف الانتقامي لدى الخادمات.

• العنف المعنوي بمواقع التواصل كحملات التحريض الغوغائي.

ويمكن علاج ثقافة العنف بالتالي:

• سن عقوبات رادعة على العنف الأسري كإبعاد العنيف عن بيت الأسرة لفترة وإلزامه ببرنامج علاج نفسي سلوكي.

• حملة توعية عامة بالسلوكيات البديلة عن العنف المادي والمعنوي وبيان ضرره.

• تقديم خدمة مراجعة مختص نفسي لعلاج المشكلات الزوجية بالمجان أقل تكلفة من قضايا الطلاق بالمحاكم.

• تعيين أخصائيين نفسيين بالمدارس لرصد وعلاج الطلاب العنيفين.

• تخصيص حصة النشاط لمشاهدة مواد ترسخ السلوك المتحضر واللطف وضبط الانفعالات.

• سن قانون يجرم التشجيع على العنجهية/‏‏العنف/‏‏العنصرية/‏‏التحريض/‏‏العصبيات/‏‏الهمجية حتى بمواد الترفيه كالشيلات.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com