كتاب ومقالات

صراع افتراضي وواقع جميل!

شغب

هيلة المشوح

لا يختلف اثنان على أننا نمر بمرحلة يتشكل فيها نسق اجتماعي مختلف، جديد؛ نتيجة الحراك المتسارع حولنا، وهذا التشكل لا شك يحتم أن توازيه ثقافة فكرية ووعي اجتماعي يقلص مساحات الفكر السابق، وأعني الفكر الديني المتشدد وما أنتجه من مخرجات نعرفها جميعاً وليس المجال لاستحضارها ويوسع مساحات الانفتاح على ثقافات العالم وتقبلها بشكل أكبر.

الوعي ونشر ثقافة تقبل الأفكار وفرز فتاوى الماضي بفرازة الحاضر والمتغيرات الجديدة كل ذلك يحتاج بيئة هادئة وصبراً وتأنياً لتهذيب النفوس وإشعال جذوة الوعي وتمرير رسائل التعايش السلمي وإحياء ثقافة تقبل الآخر والتعددية سواء الفكرية أو المذهبية أو حتى التعددية الدينية للآخرين، ونبذ كل ما كان مستباحاً في الماضي من رفض الآخر وإيقاد النعرات القبلية وكل ما كان يغذي الكراهية والإقصاء والبغضاء.

رغم كل ما نمر به من صراعات «افتراضية» على مواقع التواصل تفتعلها فلول التشدد ممن يتشكلون حالياً بتكلات مختلفة تحاول التموضع على أنقاض من تم التخلص منهم كالإخوان وبقايا السرورية، إلا أن كل ذلك يبقى في عالم «افتراضي» خلاف واقعنا الجميل الذي يعكس حياة اجتماعية آخرى بعيداً عن تلك الصراعات، فالمقاهي تعج بالرواد الذين يتزاحمون على أماكن وجود الموسيقى ومنصات العزف، وحفلات الفنانين والفرق الموسيقية تنفد تذاكرها بلمح البصر وتغص قاعاتها «بالسميعة» ومتذوقي الفنون، أما السينما فحدث ولا حرج فقد أصبح حضور فيلم في قاعات سينما الرياض يكاد يكون مستحيلاً بسبب الازدحام ونفاد التذاكر والإقبال الشديد عليها.

ختاماً..

لا تفسحوا المجال لمن يحاول التسلق على رؤيتنا وواقعنا الجميل بخلق أيديولوجيات جديدة ووعاظ جدد يخرجون من سواد عالمهم الافتراضي إلى بياض عالمنا الواقعي ليلوثوه بأفكارهم التي قد تبدو ملونة ثم لا تلبث أن تعكر حياتنا بسوداها، فالوطن يا سادة لم يعد يقبل التجارب بعد أن اكتوينا بنار تطرفهم، ومخرجات تطرف من سبقوهم فالمكفرون والمخونون والإقصائيون والكارهون كلهم نتاج ثقافة تدميرية تفتت الوطن وتعيدنا للوراء فاحذروا من تدثروا منهم بالوطنية واستقووا بها فهم آفة كل عصر بأي رداء!

hailahabdulah20@

lolo_abd70@hotmail.com