كتاب ومقالات

أعتذر لرؤية 2030.. بنوكنا لا ترى

بصوت القلم

محمد بن سليمان الأحيدب

عندما كتبت في مقال سابق عن قصور أداء بنوكنا نحو العميل ونحو المسؤولية الاجتماعية ونحو الإسهام في نهضة الوطن، وكان بعنوان (كل شيء تطور إلا البنوك)، تلقيت اتصالات من أطراف ذات علاقة بالعلاقات العامة للبنوك، والتي أصبحت موحدة (للأسف) وكان بعضها يدافع بشراسة عن البنوك ويلمح لعدم وعي العميل.

وتلقيت من أحد المدافعين دعوة كريمة لحضور ديوانية البنوك على شرف محافظ مؤسسة النقد، ولم أتمكن من الحضور لظروفي العملية، ولم أندم لأنني أفضل أن تناقش هموم المواطن في اجتماع عام أو في الإعلام بالرد على ما يكتب وليس في مناسبة خاصة.

عموماً لم يمض سوى أيام قليلة ومررت بذات المواقف التي كتبت عنها وختمتها كالعادة باستفتاء صحفي سريع عن انطباعات العملاء (عملاء التميز والعاديين) فوجدت الجميع يعانون مع أنهم واعون!.

سأسرد الموقف وأعتذر للذوق العام عما جاء فيه من مماطلة وكذب وعدم احترام للمال الخاص بالعميل: راجعت البنك الذي يتعامل معه مقر عملي بالشؤون الصحية بالحرس الوطني قبل انتهاء دوام البنك بـ40 دقيقة لسحب مبلغ نقدي كنت مضطراً له أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وأبلغني مشرف الفرع أنه لا يمكن صرف المبلغ بحجة أن الصرّافين أدخلوا المبالغ للخزنة، وفي إخراجها إحراج لهم (وكأن الـ40 دقيقة ليست من ساعات العمل)، وحاولت جاهداً إقناعه بظرفي وحاجتي الملحة للمبلغ في هذا الشهر الكريم، وكأني أستجدي جزءا يسيرا من رصيدي الذي لا أتقاضى عليه فوائد، وعلماً أني عميل تميز، ولكن دون جدوى، ثم (طقطق) الموظف على الحاسوب وأخبرني أن فرع حي التعاون يعمل يوم السبت من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وخرجت على هذا الأمل، ويوم السبت، يوم إجازتي، استيقظت باكراً وتوجهت للفرع الساعة 10 صباحاً وبقيت أنتظر فتح الباب الموعود ساعة كاملة، فكان مثل أملنا في تحسن البنوك (مغلق)، وقمت بطرق الباب فخرج حارس الأمن وأبلغني أن المعلومات التي أعطيت لي (كاذبة)، يبدو أنها كانت تصريفة، ودور البنوك الصرف وليس التصريف!! وعدت أدراجي، ويوم الأحد راجعت نفس فرع البنك وطلبت سحب المبلغ فرفض موظف التميز والحجة هذه المرة أن نظام الصرّافين معطل يقبل الإيداع ولا يقبل السحب، وهمس في أذني مراجع قائلاً «عذر مكرر أسمعه دائماً»، يبدو أن الجماعة ما عندهم فلوس.

بعد المرور على أكثر من فرع ومواجهة نفس العذر توجهت لبنك آخر مختلف وحصلت على جزء مما أريد من مالي، وأثناء هذه الجولة المضنية سجلت انطباعات بعض عملاء التميز والعملاء العاديين، فسمعت قصصاً يندى لها الجبين، أذكر منها ما يضحك وهو قول أحد عملاء التميز أن لي عشرة أيام أحاول تحويل مبلغ ويرفضون بحجة أن تاريخ ميلادك في البطاقة يختلف عن تاريخ الميلاد في العنوان الوطني!

وطننا بكل فخر يتوجه نحو تطور سريع ورؤية ثاقبة إلا أن بنوكنا لا تزال متخلفة عن الركب، باختصار رؤيتنا حادة وبنوكنا عمياء. كما أتمنى إلغاء توحيد لجان الإعلام لكافة البنوك ففي ذلك تحزب واصطفاف وأسلوب ضغط على الرأي العام.