كتاب ومقالات

صراخ..!

أشواك

عبده خال

كما نقول دائما إن المواطن هو الأولى بأي اهتمام، والاهتمام يعني حل القضايا المعلقة أو الطارئة، وهذا الحل بيد كل مسؤول تراكمت لديه قضايا الناس، وليس من المعقول أن يصرخ كل ذي مشكلة دفعة واحدة، لأن الصراخ الجماعي يشي بوجود معضلة أو سوء إدارة هنا أو هناك..

فهل يعقل أن تستمر مشكلة لسنوات من غير أن تجد حلاً يرضي الناس؟

نحن نعلم جميعاً أن الفرد تحول إلى وزارة إعلام من خلال بثه لمشاكله، وحين يضع وسماً لمشكلته يكون هذا دعوة لمن يشاركه نفس المشكلة، فتتجمع الأصوات ويكون لها دوي كدوي النحل، إلا أن ذلك الدوي من غير دبابير تحمس المسؤول لأن يحمي منصبه من كثرة اللسع. وهناك عشرات الهاشتاقات كل منها يحمل مشكلة لم تحل بعد، وبعض المشاكل مضى على بقائها سنوات من غير أي زحزحة للأمام.. لذا نجد من كل مكان ثمة صوت يصرخ، فطلاب الحاسب وصل بهم الأمر إلى استجداء وزارة التعليم، وكذلك المعلمات البديلات، وهناك صراخ من وزارة الإسكان، ويليه صراخ في ردهات وزارة الصحة، وصراخ من تأخر البت في القضايا المعلقة في المحاكم، وصراخ من شركة المياه، وصراخ من استبداد شركات الاتصال (وهنا لا أحد يسمع، فهيئة الاتصالات لها أذن من طين والأخرى معطلة الاستقبال)، وصراخ من سوء المطارات (وخاصة مطار جدة)، وصراخ أبناء المواطنة السعودية في عدم تحقيق كل القرارات الصادرة بشأنهم..

وكلما انجذبت (أنت كقارئ) لأي هاشتاق سوف تجد أن عدم حل المشاكل ناتج من سوء الإدارة، فإلى متى يستمر هذا الصراخ بينما الحل متواجد لو عمدت كل جهة للتخلص من مشاكلها..

ولو أردنا التأكيد على أن وجود المشاكل بهذا الحجم والتنوع يعرض الناس إلى التبرم ويلغي أي منجز تحققه الجهات ذات العلاقة بسبب كل قضية معلقة، والتبرم حالة تدل على عدم الرضا، والإنجاز بحاجة إلى إرضاء المواطن.

والمشكلة الحقيقية أننا نعيد الصراخ لقضية لم تحل منذ سنوات... لهذا أجد نفسي أصرخ مع أصحاب تلك المشاكل دائما ولا أحد يسمع صراخنا!