أخبار

إهانة مؤلمة لدماء الشهداء.. «مون» يكرم «بوق الأسد»

أمين «القلق الدولي» ينهي مسيرته بفضيحة

محمد فكري (جدة)

«أبى الدهر إلا أن يسود وَضِيُعُه.. ويَمْلك أعناق المطالب وَغْدُه».. هذا البيت للشاعر المصري المعروف محمود سامي البارودي.. ينطبق على أمين عام «القلق» الدولي بان كي مون، الرجل الذي أبى أن يترك منصبه إلا بفضيحة مدوية، إذ أقدم قبيل وداعه للمنظمة بعد انتهاء ولايته، إلى تقديم خدمة إضافية لنظام بشار الأسد الدموي عبر تكريم بوق الجلاد المدعو «بشار الجعفري» ضمن مجموعة من السفراء الدول الذين أمضوا أكثر من عشر سنوات في المنظمة.

ومنح «كي مون» المعروف بقلقه الدائم على الأوضاع في سورية مندوب الأسد «وسام شرف» بمناسبة مرور عشر سنوات أمضاها محتفظا بمنصبه، الأمر الذي آثار موجة استياء وانتقادات حادة عليه، كون الجعفري معروفا أنه يدافع عن قاتل في الأمم المتحدة.

وتناسى الرجل الذي لم يترك بصمة في المنظمة الدولية طوال ثماني سنوات باستثناء «بيانات الشجب والإدانة والقلق» أن هذا الجعفري يمثل بوقا لأبشع نظام إجرامي عرفته البشرية.

وأثارت فضيحة بان كي مون موجة من الاستنكار والاستياء، إذ انتقدت جماعات حقوق الإنسان الأمين العام للأمم المتحدة بعد تكريمه موفد الأسد إلى جانب سفراء آخرين بينهم السفير الروسي.

وتساءل المدير التنفيذي لمرصد الأمم المتحدة هيليل نوير: كيف يمكن أن تؤخذ تهديدات الأمين العام للأمم المتحدة على محمل الجد على القتل الجماعي للنظام السوري في حلب عندما يعلق الجوائز على صدر بشار الجعفري الذي يدعم ويساند القاتل سيئ السمعة؟.

وغرد السفير الهولندي كاريل فان أوستيروم، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالقول «كيف يُكرَّم مندوب نظام يضطهد شعبه ويجوّعه»، لافتا إلى أن «رابطة النواب، وأمين عام الأمم المتحدة كرّموا السفراء وأكلوا كعكة احتفالًا بذلك».

من جهته، وصف الكاتب والإعلامي السوري أحمد موفق زيدان، ما أقدم عليه بان كي مون بـ «الإهانة المؤلمة» لدماء الشهداء السوريين. وقال في تغريدة له على «تويتر»: «يأبى بان كي مون إلا أن يودع منصبه بتكريم قتلة الإنسانية ومن (بهدله) ومنظمته على الهواء».

واتهم مراقبون سياسيون بان كي مون بأنه لعب دوراً سلبياً في الحرب على الشعب السوري، واكتفى بـالقلق والتنديد، وأسهم في التغطية على جرائم بشار الأسد خصوصا مقتل نحو 600 ألف سوري، ولفت هؤلاء إلى أنه أظهر المنظمة الدولية في أهزل صورها منذ إنشائها وحتى الآن. ويقضي بان كي مون أيامه الأخيرة، قبل أن يستلم خليفته البرتغالي أنطونيو غوتيرس المنصب أمينا عاما للأمم المتحدة مطلع العام 2017، بعدما صادقت الجمعية العامة يوم 13 أكتوبر الحالي على قرار تعيينه.