التآمر على السعودية

عبدالرحمن اللاحم

كل التحركات التي تُدار حولنا، سواء كانت فوق الطاولة أو تحتها، الجميع يدرك أنها تحركات غير حميمية تدار من قوى إقليمية وعالمية تستهدف هذه الدولة وتستخدم عدة وسائل وجماعات وتمارس تبادل أدوار بشكل متناغم ومدروس بين قوى خارجية وأذرعها في الداخل والخارج، ووتيرة التآمر ارتفعت كالعادة في هذا الوقت مع دخول موسم الحج وتعاد ذات التصريحات التحريضية من ملالي طهران من أجل استهداف أمن الحجاج وتحويل الحج من شعيرة دينية إلى بازار سياسي، وهو ذات المطلب الذي لم يتوقف منذ اعتلاء عمائم طهران عرش السلطة في إيران وتوالت معه الأعمال الإرهابية التي قام بها عملاء الدولة الصفوية ضد الحجيج والهدف هو ترسيخ فكرة أن المملكة غير قادرة على ضمان أمن الحج وسلامة الحجيج وإبراز مطالبات الملالي المتكررة بتدويل الحج وانتزاعه من السعودية، هكذا تحلم العمائم في طهران وعملاؤهم في الداخل والخارج ويسعون لتحقيقه بكل الوسائل، إلا أن تلك الأوهام دائما ما تصطدم بقوة وحزم وعزيمة رجال الأمن الذين كانوا على الموعد دائما، لم يتأخروا عن واجبهم، ولن يتأخروا عنه بإذن الله.
إدارة المعركة مع قوى الشر ومواجهة تلك الحملات المنظمة لابد أن تكون بوسائل ذكية، مع الحذر من استخدام ذات المصطلحات التي يستخدمها الطرف الآخر والتي لا تنتمي لهذا العصر وهذه اللحظة الزمنية، فلا يمكن للطرف المحايد الذي يفترض أن نستهدفه بخطابنا؛ أن يعي أو يفهم أو يقتنع بتلك المصطلحات، فعندما يُكفرك الطرف الآخر من خلال أبواقه المستأجرة أو يخرجك من حياض الإسلام، فإنه من غير الحكمة أن تمارس ضده ذات الأسلوب الذي جُرِّب في السابق في معارك سياسية وأثبت فشله وعدم جدواه، لذا فإنه من المهم جدا أن يضبط الخطاب الإعلامي وتُحاكم مفرداته بعناية، وأن لا يسمح لمؤسسة دينية ولا لشخصيات دينية ممارسة التكفير في معركة سياسية، لأن خصومنا يريدون أن يستدرجونا إلى هذا المستنقع، وهناك من يتطوع لأن يهدي لهم ما يريدون على طبق من ذهب، وهو يعتقد أنه يرمي بالسهام على خصمه بينما هو في حقيقة الأمر يغرسها في خاصرة وطنه من دون أن يشعر.
في ماضينا القريب والبعيد تكالبت علينا العديد من الدول والجماعات وحاولت أن تنال من كيان هذه الدولة وفي كل مرة تندحر وتتلاشى وتبقى السعودية، إلا أن ذلك لا يعني أن التحديات هذه المرة كبيرة وعلى أصعدة متعددة، لذا لابد أن نواجهها بوعي وإدراك وأن تكون كل خطوة بحساب تماما كما يفعل محترفو الشطرنج الأذكياء.