-A +A
عبدالله القبيع
طوى «‏مهرجان القاهرة السينمائي» صفحات نسخته الرابعة والأربعين، بعدما أبهج وأدهش وأمتع نفوس جمهوره ونجومه والمهتمين بالفن السابع.

المهرجان الأرقى في السينما العربية كان في هذه النسخة مختلفاً وحافلاً بالكثير من الأحداث والعروض ذات العمق الفني الكبير.


سعدت كثيراً أن كنت ضمن المدعوين إليه، إذ كان بالفعل كرنفالاً ممتلئاً بالسينما النوعية، ومكتظاً بالتحديات والبهجة التي رسمها على محيا عشاق السينما، الذين تلاقوا من جميع دول العالم على مساحات من الثقافة والإبداع، وعلى سجادة واحدة ولهدف واحد، من الصين واليابان إلى اليمن والسعودية، ومن البرازيل وبريطانيا إلى مصر والمغرب، لا حديث يعلو الإبداع، ولا صوت يعلو الحوارات الراقية حول مضامين الأعمال المعروضة أو الأعمال التي تتم مناقشتها في الورش الفنية.

من أجمل الندوات التي حضرتها، كانت ندوة تطور السينما السعودية التي أشاد خلالها رئيس المهرجان الفنان الكبير حسين فهمي بتطورها ورحب بالمشاركة الفعالة لإنجاحها.

وكشفت عن إبداع السعوديين في المجال السينمائي وفق رؤية 2030، استوقفني ما قاله المخرج القدير محمد السلمان «كنا نذهب إلى دول الخليج لمشاهدة فيلم، لكن حصلت طفرة السينما السعودية، وأصبحت أهم نقاط قوتنا التمويلية السينما المحلية، وهي منطلق دعم الإبداع الفني، حتى القطاع الخاص أصبح اليوم أمام فرصة تاريخية للمشاركة في السينما السعودية، ولدينا العديد من مؤشرات النجاح والتطور على مدى طويل، للنهوض في الصناعة السعودية».

ولعلي هنا أستذكر، ما قاله المخرج عبدالجليل ناصر، عن مقارنة السينما السعودية، بباقي الدول العربية حين علق: «إذا نظرت إلى صناع الفيلم في منطقة الخليج، تجد تراكمات عوامل أسهمت في إنجاح الأمر، نحن ننظر إلى الموضوع ليس على مستوى التنافس ولكن المشاركة والتكامل، الأمر الذي أحدثناه في السينما السعودية لا يمكن مقارنته مع أي دولة أخرى، وأعتقد أن صناعة الأفلام في العالم كله تتحرك على نحو سريع».

بقي أن أقول إن ‏مهرجان القاهرة السينمائي نجح نجاحاً باهراً بشهادة الجميع، ما يحفز بقية مهرجانات المنطقة للحذو حذوه والمشاركة فيه.

* ناقد فني