-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@
عشرة وجوه جديدة ترفدها منصة «شاهد» إلى عالم النجومية، تتبارى في ما بينها على ساحة الدراما السعودية عبر حلقات المسلسل السعودي الجديد «الجدار الرابع»، الذي بدأ بث حلقاته منذ أيام على بعد فترة وجيزة من مسلسل «اختطاف» الذي حقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، في سياق مواكبة الإنتاج الدرامي الجديد في مجموعة MBC التحول المبهج في الدراما السعودية وما يشهده من نمو نوعي ونهج مُختلف، يتماهى مع التوجه الثقافي العام بتبني صناعة الإبداع وصقله على نحو يمكنه من المنافسة والتأثير، بصفته قوة ناعمة ومؤثرة في التطوير الاجتماعي والإنساني.

وفيما كان معتاداً أن يتوكأ المنتجون والقنوات على وهج الأسماء الكبيرة من النجوم، ومنحهم الحيز الأكبر والطاغي من الظهور في الأعمال التي ينتجونها، تبنت منصة شاهد نهجاً خاصاً ومختلفاً، بإحداث ثورة فنية شبابية جريئة بالرهان على عشرة مواهب واعدة وشابة تتلمس الخطوات الأولى في مشوارها الفني، من خلال مسلسل الجدار الرابع الذي بدأ عرضه الآن، في مغامرة محسوبة بدا واضحا معها أن فريق «شاهد» استشعر حاجة السوق السعودي إلى مثل هذا التحول لمقاومة ندرة الفرص وتعثر المواهب ونضوب النجوم الجدد.


وجد العمل رواجا كبيرا لدى الشباب منذ بدء العرض، ما يُنبئ بنجاح الخطوة، ويعيد إلى الأذهان الإنتاجات التي قُدمت بشباب يخوضون التجربة لأول مرة، كالمسلسل الأمريكي الشهير How to get away with murder الذي أدت بطولته فيولا ديفيس كأستاذة قانون فيجامعة فيلاديلفيا والتي تتورط في جريمة قتل مع خمسة من طلابها ونجح العمل نجاحا منقطع النظير وحقق عدة جوائز، وقد نجح «شاهد» في استقطاب هؤلاء الشباب رغم ندرة وقلة المواهب في السوق السعودي، وهذه الخطوة تعكس حرص القائمين على المنصة على تقديم وجوه جديدة واكتشاف مواهب ومواكبة توجهات الرؤية في ما يتعلق بالعناية بالمبدعين ودعم الموهوبين وإتاحة الفرصة لهم.

10 وجوه ومنافسة خاصة

تؤدي الممثلة الشابة نغم المالكي شخصية عهد في العمل الجديدة، الفتاة العصرية المزاجية التي تنضم إلى الفرقة الجديدة، بصفتها مخرجة بعد شهرتها في «السوشيال ميديا»، لكنها تتورط في قتل زوج والدتها، فيما يؤدي عبدالله الحمادي شخصية خالد (19 سنة) الذي التحق بالفرقة، مهووس بالشهرة ولديه برنامج ساخر على «يوتيوب» ويتابعه عدد كبير من الناس، أما مي فتؤدي شخصيتها نورا العوض، الفتاة الرومانسية الحالمة، يتعاطف معها من حولها، ويشارك صلاح الزبيدي بدور حكيم الذي يعيش في الرياض ثم ينتقل إلى جدة للالتحاق بالفرقة المسرحية من أجل أن يحقق حلمه بأن يصبح مؤلفا سينمائيا ومسرحيا، ويؤدي عبدالله الحسن دور زين رجل الأعمال الأربعيني سيئ السلوك الذي تجمعه صداقة وشراكة قوية مع رجل أعمال وُجد مقتولا، وتؤدي نورة مصطفى شخصية دانة النفعية التي تبحث عن مصحلتها فقط، بينما يؤدي شخصية عبد الله الممثل محسن منصور بصفته مدرب الأداء التمثيلي في الورشة الذي يستغل مكانته في استقطاب الفتيات اللائي ينضممن للورش المسرحية، في حين تؤدي جيهان الحربي دور مشاعل التي تعمل مهندسة ديكور وزاملت عبدالله سابقا في ورش مسرحية وهي وحدها التي تعرف سلوكه الذي يميل لمضايقة الفتيات.

المسلسل من تأليف وائل حمدي ومحمد هشام عبية وإخراج محمد سلامة، وقد استغرق تحضيره أكثر من 12 شهراً، تدور قصته حول مجموعة من الشباب تم اختيارهم للانضمام إلى فرقة مسرحية وبعد وصولهم إلى المقر الخاص بالفرقة تتعرض هواتفهم للاختراق من قبل شخص يهددهم بفضح أسرارهم ويعيشون لحظات صعبة وقاسية، وجرى اختيار الممثلين بعناية ودقة عالية جداً.

مغامرة محسوية

وتأتي هذه الخطوة على غرار التجربة الناجحة في السينما السعودية في الفيلم الروائي شمس المعارف، الذي يعد الأعلى سعودياً تحقيقا للإيرادات، وشارك فيه مجموعة من الشباب الذين لم يلتقطهم بريق التلفزيون، لكنهم قدموا أداء مبهراً وتم عرضه في جدة والرياض وعدد من صالات السينما السعودية، ومن ذلك طالب مراقبون منصة شاهد بالاستمرار في هذا النهج الذكي الذي من شأنه مساندة الصناعة السعودية، للفنون وتطوير ودعم هذه الصناعة المهمة.

فرص متاحة للنجومية

المسلسلات من هذا النوع فرصة مهمة للتدريب الذي تبنته «شاهد» في دعم ومساندة المواهب الشابة في عدة مجالات كالكتابة والتمثيل والإخراج والتصوير وغيرها، تماشيا مع التحولات الكبيرة التي تعيشها بلادنا، ولعل بث حلقات العمل الثماني كاملة دفعة واحدة كان خطوة ذكية ومدروسة نزولا عند رغبات المشاهدين الذين يفضلون متابعة أعمال عصرية خفيفة وذات إيقاع سريع وهو التوجه الذي تنتهجه أبرز القنوات العالمية حالياً، فالحوارات كانت تعكس ما يقوله الشباب من مفردات بسيطة في حياتهم اليومية العادية، ما يعكس دهاء الكاتب الذي اختار أن يكون العمل قريبا من الناس ويعبر عنهم ويجدون أنفسهم فيه، واللافت أيضا أن الإخراج كان متطوراً وشبابيا، بالإضافة إلى ملاءمة الديكورات المختارة بعناية، والتي جاءت على نحو يحرر المشاهد من رتابة الصورة.