البروفيسور عبدالمعين الآغا
البروفيسور عبدالمعين الآغا
-A +A
«عكاظ» (جدة)

دعا أستاذ واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، الأسر التي لديها أطفال يعانون من قصر القامة، إلى عدم حرمانهم من العلاج اللازم، لأي ظروف وأسباب مهما كانت المبررات، إذ إن العلاج المبكر يساعد كثيراً في إعطاء نتائج إيجابية، بينما البحث عن العلاج بعد فوات الأوان لا يفيد ولا يخدم الطفل.

وقال لـ«عكاظ»، إن الأوزان والأطوال تتغير بشكل مطّرد خلال الأعوام الأولى من العمر، لذا يعمد الأطباء إلى استخدام الرسومات البيانية، وهي عبارة عن رسم بياني يعطي الطول أو الوزن حسب العمر أو الجنس، وفي العادة يكون العمر في أسفل الرسم، وفي أحد جانبي الرسم يكون الطول أو الوزن، وما على الشخص إلا وضع علامة عند طول الطفل أو وزنه حسب عمره.

وتابع: بعد وضع العلامة تتم المقارنة بينها وبين المعدلات الطبيعية، ويتم التعرف على ما إذا كانت معدلات النمو ضمن المعدل الطبيعي في الطول أم لا بالاستعانة بشكل منحنى النمو، وفيه يوضع الطول المقابل للعمر، فإذا كان الطول أقل من منحنى (3%) فهذا يدل على وجود قصر في القامة ولمزيد من التأكد يوضع طول الأم والأب على المنحنى، وذلك بعد إنقاص 13 سنتيمترا من طول الأب إذا كانت فتاة وإضافة 13 سنتيمترا إذا كان ذكراً، واعتبار سن (18) هو المكان الذي توضع عليه أطوال الوالدين.

وأضاف: إذا كان أحد الأبناء بعيداً عن متوسط طول الوالدين فهذا يستدعي إجراء بعض التحاليل العامة مع أشعة تقييم العمر العظمي، أما إذا كان طول الطفل ضمن المعدل الطبيعي لأطوال والديه فسيعطى موعداً آخر من ثلاثة إلى ستة أشهر لإعادة قياس الطول ومعدل النمو للتأكد من أن طول الطفل مازال ضمن معدل أطوال الوالدين.

وبين أن هناك 9 أسباب لقصر القامـة هي: قصر القامة بسبب التأخر الفسيولوجي للنمو وللبلوغ، قصر القامة بسبب اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية، بعض المتلازمات مثل متلازمة داون، متلازمة نونان، متلازمة «روسب سلفر»، متلازمة «برادر ويلي»، متلازمة «سانجد سقطي»، قصر القامة بسبب قلة وزن الطفل عند الولادة، قصر القامة بسبب ضعف إفراز هرمون النمو، قصر القامة بسبب نقص هرمون الغدة الدرقية، قصر القامة بسبب زيادة إفراز الغدة الكظرية الفوق كلوية، قصر القامة بسبب العامل النفسي، قصر القامة بسبب نقص التغذية.

وعن الأعراض والعلامـات لنقص هرمون النمو قال: عادة يكون نمو الطفل وحجمه طبيعيين عند الولادة، ويستمر نموه طبيعياً خلال السنة الأولى من العمر، ثم يستمر نموه بعد ذلك ولكن بمعدل بطيء جداً، يكون تناسب عظام الجسم طبيعياً وتكون ملامح الوجه طفولية وغير ناضجة والتكوين العضلي ضعيفاً والصوت رفيعاً والجسم يميل إلى السمنة، كذلك غالباً يكون هناك تأخر في ظهور الأسنان، وكذلك تأخر في نضوج العظام، ويقل العمر العظمي عن العمر الحقيقي، ويشار إلى أن هؤلاء الأطفال يكونون أذكياء وتكون وظيفة ونضوج أعضائهم الجسمية طبيعية.

وخلص البروفيسور الآغا إلى القول: إن العلاج الهرموني يعمل مثل الهرمون الطبيعي الذي يُفرز من جسم الإنسان، ويعمل هذا الهرمون على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام، وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، وأطمئن الجميع في حال كان الهرمون ناقصا، فإنّ استخدام هرمون النمو ضروري جداً، وليس له بإذن الله مضاعفات خطيرة، ولكنه ضروري لتكملة نمو الطفل، ودون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة عن بلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفاً في نمو طفلهم أو طفلتهم فعليهم أن يبادروا سريعاً إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحاليل اللازمة، وذلك لتفادي التأخر في أخذ العلاج، مع التأكيد على أن علاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم، ولكنه متوفر عن طريق إبر تُعطى تحت الجلد وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع وأحياناً يعطى يوم واحد راحة كيوم الجمعة مثلاً، إذ أثبتت جميع الدراسات أنّ استخدام علاج هرمون النمو يومياً قبل النوم يعطى نتائج أفضل كثيراً من أن يستخدم يوماً بعد يوم أو أن يستخدم في فترات متقطعة.