كلير توماس تروي تجربتها.
كلير توماس تروي تجربتها.
-A +A
«عكاظ» (الشارقة) okaz_online@
«وسط الفوضى والرصاص الذي كان ينهال علينا من كلّ مكان أثناء تغطيتي للمواجهات الدائرة بين القوات العراقية من جهة ومقاتلي داعش من جهة أخرى، دخلت إلى قسم الإسعاف الميداني طفلة صغيرة كانت بحالة خوف شديد، وقد أخذها الفريق الطبي لإسعافها، في تلك اللحظة وضعت كاميرتي جانباً لأقدّم لها ما أستطيع من المساعدة، فصدى صرخاتها ما زال يؤرق حضني، ضممتها، وأنا أشدّ عليها بين ذراعيّ، بينما تتفحص بعيونها المرتعبة ملامحي، لأجد نفسي تهمس لي: ما الذي تفعلينه هنا..؟ لستِ طبيبة».

بهذه الكلمات، كشفت مصورة صحيفة «التايمز» البريطانية كلير توماس لجمهور النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير (اكسبوجر 2021) الذي أقيم في الشارقة اليومين الماضيين، الأسباب التي دفعتها لامتهان التصوير، والمحطات التي انتقلت بينها لتعيش أجواء حرب كاملة، وتكون شاهدة على عشرات القتلى ومئات الجرحى من حولها، إذ تابعت: «حين سألتني نفسي ما الذي تفعلينه هنا، أدركت أنني لطالما كنت أحلم بالخيول، وهي التي قادتني لأمسك الكاميرا لأول مرة في حياتي، فقد عشت طفولتي في بيئة زراعية، التقط صوراً كثيرة للجياد، وحتى في أوقات تغطيتي للحروب أراها بصحبة فرسانها تتجلى في بؤرة عدستي، وأخيراً أيقنت أن ما كنت أبحث عنه في الحقيقة، هو رغبتي في رواية قصص الناس ومعاناتهم».