أخذ عينة من الدم لفحص وجود الأجسام المضادة.
أخذ عينة من الدم لفحص وجود الأجسام المضادة.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
تتصدر تطورات إنتاج مصل يقي من الإصابة بفايروس كوفيد-19 اهتمامات العالم في جميع أرجائه. وتنفس الناس الصعداء أمس الأول، بعد ما أعلنت السلطات البريطانية استئناف المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد، بعد توقف استغرق يومين، إثر إصابة إحدى المتطوعات بالتهاب في أعصاب العمود الفقري. وقالت شركة سينوفاك بيوتك الصينية أخيراً، إن اللقاح الذي توصل اليه علماؤها بدا مأموناً بالنسبة إلى كبار السن، خلال تجارب المرحلتين الأولى والثانية، لكن رد الفعل الذي أحدثه في نظام المناعة بدا أضعف لدى المسنين منه لدى الشباب. وأوضحت أن المصل الذي أطلقت عليه كورونافاك أثار رد فعل مناعي أدى إلى ظهور أجسام مضادة لدى 90% ممن تطوعوا للتجربتين السريريتين. لكن رد الفعل المناعي لدى المتطوعين من سن 60 عاماً فما فوق كان ضعيفاً. ويذكر أن هناك ثمانية أمصال في العالم تقوم بتجارب سريرية من المرحلتين الثالثة والأخيرة؛ أربع منها أنتجت في الصين. وفي سياق ذي صلة؛ قال علماء كلية الطب بجامعة نانجنغ الصينية إن الأجسام المضادة تتلاشى سريعاً من أجسام المصابين بكوفيد-19 الذين تتردى حالاتهم إلى مستوى خطر، خلال أقل من شهر بعد مغادرتهم المستشفيات. وهي خلاصة مثيرة للقلق، خصوصاً أن العالم يأمل بأن يكون التعافي من كوفيد-19 مانعاً لحدوث إصابة ثانية به. وقال العلماء الصينيون إنه على رغم أن الأجسام المضادة بقيت فترة في أجسام 81% من المتعافين الذين تمت متابعتهم، إلا أن تلك الأجسام المضادة أضحت ضعيفة، وغير قادرة على تحييد فايروس كورونا الجديد، ولا على قتله.

وفي شأن آخر، ذكرت دراسة أجريت في إسبانيا أن معالجة مرضى كوفيد-19 بجرعات كبيرة من فيتامين «دال» قد تساعدهم في مغادرة غرف العناية الفائقة. وجاءت الدراسة بعد إعطاء 50 مريضاً منوماً بكوفيد-19 جرعة مقدارها 100 ميكروغرام من عقار كالسيفيديول -وهو أحد الأدوية التي تعزز كميات فيتامين دال في الجسم- على مدى أسبوع. وتمت مقارنة هذه المجموعة بمرضى لم يوصف لهم هذا العقار. ولم تحدث أية وفاة بين هؤلاء المتطوعين؛ بل تمكنوا من مغادرة العناية الفائقة بسلام. وعادة ما تسمح السلطات الصحية في بريطانيا بإعطاء 70 ميكروغراماً فحسب من هذا الدواء أسبوعياً للمصابين بتضخم الغدة الدرقية، وأمراض الكُلى. لكن العلماء لا يزالون على خلاف في شأن مخاطر نقص فيتامين دال، الذي يرى بعضهم أنه يمكن أن يفضي إلى وفاة المصاب بكوفيد-19. ويعتقد بأن الإكثار من تناول فيتامين دال يمكن أن يسبب أضراراً في العظام والكُلى. وينصح العلماء الناس في كل مكان بالحذر من محاولة وصف العلاجات لأنفسهم بأنفسهم. وفي دراسة أخرى أجراها علماء صينيون، اتضح أن بعض المتعافين من مرض كوفيد-19 يعانون طويلاً بعد تعافيهم من التهابات فايروسية في الأمعاء، حتى لو لم تظهر عليهم أعراضها. وذكر علماء جامعة هونغ كونغ أن الفايروس يواصل استنساخ نفسه في المجرى الهضمي، حتى بعد إزالته من المجرى التنفسي. وفيما تقول منظمة الصحة العالمية إن الفايروس ينتقل إلى ضحاياه من خلال التنفس، والبصق، والأنف؛ فإن علماء جامعة هونغ كونغ يقولون إن هذه الدراسة تؤكد أن فضلات المصابين هي أيضاً سبب للإصابة بالعدوى الفايروسية. وفي دراسة صدرت عن علماء جامعة هواجونغ الزراعية بمدينة ووهان الصينية، تحذير لمن يمتلكون حيوانات منزلية أليفة من أن 15% من القطط بووهان تأكدت إصابتها بفايروس كورونا الجديد. وأشار العلماء إلى أن تلك العدوى انتقلت للقطط من البشر! ونصح العلماء من يمتلكون حيوانات أليفة في بيوتهم بعزل أنفسهم بعيداً عنها، لأنها أيضاً تصاب مثل البشر بهذا الفايروس الذي انطلق من ووهان في نهاية 2019. وفي جامعة يال الأمريكية، صدرت دراسة علمية تؤكد أن كوفيد-19 يقتل خلايا الدماغ، ويجعل بعض مصابيه يشعرون بأن الضباب يغشي أعينهم وعقولهم. واتضح أن الفايروس يحرم خلايا الدماغ التي يغزوها من الأكسجين، فتموت. ومع أن العلماء يرون أن وفيات كوفيد-19 لا تنجم عن عطب الدماغ، لكن عدداً متزايداً منهم باتوا يرون أن الأضرار التي يلحقها الفايروس بالدماغ كفيلة بأن تفضي الى الموت. وقادت هذه الدراسة عالمة نظام المناعة بجامعة يال الدكتورة أكيكو إيواساكي.