-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@
تخيل تقنية تجمع طائرة الكونكورد وقطار الطلقة وطاولة لعبة الهوكي الهوائية وأكثر، تقنية «هايبرلوب» تعتبر وسيلة مواصلات ثورية تفوق سرعة الصوت، إذ تسير بسرعة 1200 كيلومتر في الساعة، فبإمكانها قطع المسافة بين مدينتي الرياض وجدة في أقل من ساعة.

«الهايبرلوب» يعتبر نظام نقل عالي السرعة أطلقه رجل الأعمال والمخترع الأمريكي إيلون ماسك، وهو عبارة عن دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تربط بين محطتين، وداخل هذا الأنبوب كبسولات ركاب تندفع بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة، ولا تحتك بجدران الأنبوب بفعل حقل مغناطيسي يولده موتور كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية.


وتعتمد هذه التقنية على نظام الكبسولات، فكل كبسولة تحمل 20 راكباً، ويمكن إطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في الخط الواحد دون أي مشكلة أو خطر لاصطدام الكبسولات ببعضها أو خروجها عن المسار، كما توجد مسافة أمان بين الواحدة تلوى الأخرى تبلغ خمسة أميال.

كما تعتمد «الهايبرلوب» على تكنولوجيا هجينة بين طائرة الكونكورد وراجمة الصواريخ وطاولة للعب الهوكي في الهواء، ويقول القائمون عليها إنها «تعد أكثر أمناً، وأسرع وأقل تكلفة، وأكثر راحة من أي وسيلة مواصلات حالية، ولها عدة تصاميم».

وعندما كشف ماسك النمط الجديد في شكل المواصلات في 2012، أراد له أن يسخِّر النظريات الفيزيائية عبر تقنيات متقدِّمة لابتكار جديد في مجال النقل فائق السرعة.

وفيما وقعت وزارة النقل السعودية، أخيراً، عقداً مع شركة فيرغن هايبرلوب ون، لإجراء دراسة أولية حول استخدام تكنولوجيا «هايبرلوب» في نقل الركاب والبضائع، إضافة إلى إجراء بحوث مشتركة في علوم وتقنيات الهايبرلوب وتبادل الزيارات الفنية للمسؤولين والمختصين في مجال النقل، قال رئيس مجلس إدارة «فيرغن هايبرلوب ون» سلطان بن سليم إن التقنية ستقلص المسافات بين المدن والمناطق عبر توفير مسارات تنقل متعددة، إذ تتسم بسرعتها الفائقة وقدرتها على نقل أعداد كبيرة من الركاب.

ويأتي المشروع ضمن أهداف وزارة النقل للتخطيط المستقبلي لأنظمة النقل الحديثة، واستقطاب التقنية الحديثة لتسهيل وتوفير عدة أنماط ذكية للتنقل.

وما يميِّز الهايبرلوب عن وسائل المواصلات الأخرى أن القائمين على تطويره يسعون إلى انطلاقة خضراء تأخذ بعين الاعتبار تأثير هذه التقنية على البيئة المحيطة، إذ يسعون إلى تفادي زيادة معدلات التلوث المرتفعة الآن في كثير من الدول الصناعية.