-A +A
محمد النعمي (جدة) meiss20@
أعطى نظام الاحتراف في كرة القدم الحرية الكاملة لمسؤولي الأندية في الدخول في صفقات لاعبين «أجانب، محليين»؛ بهدف صناعة فرق قوية فنياً قادرة على المنافسة وانتزاع البطولات من خلال عملية تدعيم صفوفها بلاعبين محترفين بقيمة فنية عالية. الأمر الذي يضمن البقاء ضمن دائرة الأضواء والاهتمام الإعلامي والإعلاني، ولكنه، في الوقت نفسه، خلق ظاهرة المزايدة؛ وهي ظاهرة عالمية ما بين الأندية وصولاً لدورينا المحلي الذي تحفظ ذاكرته العديد من القصص نتج عنها ميثاق الشرف؛ بهدف حماية الأندية من المزايدة على الصفقات.

ويبقى السؤال الأهم: ما أسباب دخول أكثر من نادٍ في صفقة واحدة في ظل وفرة النجوم؟ وهل الصفقات تتم وفق حاجة فنية أم هي عقدة نفسية عند بعض الأندية القوية مالياً التي تعاني من فشل في عملية اختيار اللاعبين.


المدرب الوطني ماجد الغامدي يرى أن تأثير المزايدات من شأنه أن يصل باللاعب لمرحلة الاكتفاء بسبب الحصول على مبالغ كبيرة لا تتوافق مع قيمته السوقية ولا تتوازى مع إمكانياته الفنية.

وهذا الاكتفاء سينعكس سلباً على أدائه مع فريقه، فالبعض من اللاعبين يكون هدفه المال أكثر من العطاء الفني، حتى إن كان النادي المنتقل إليه لا يقدم له الإضافة الفنية في المستقبل. إضافة إلى أن هذه المزايدات تؤثر على عطاء لاعبين آخرين، إذا كانت لديهم حقوق مالية ولم تصرف لهم، ويشاهدون النادي يدفع مبالغ كبيرة في إبرام صفقات جديدة.

ويشدد المدرب المختص في الجوانب الذهنية للاعبين علاء كنو، على أن للمزايدات تأثيراً سلبياً على ذهنية اللاعب تسبب تشتيته عن الاهتمام بالأمور الأكثر أهمية مثل البيئة والانسجام المناسبين. وهذا الارتفاع السريع في قيمة اللاعب يضعه تحت ضغط مستمر من متطلبات تلك القيمة التي لا يكون جاهزاً لها في أغلب الأحيان، ويؤثر هذا الارتفاع السريع سلباً على الدافعية الداخلية للاعب (الحافزية) وعلى الغاية الحقيقية السامية التي يطمح إليها والتي تضمن استمراره على ذات التوهج والنجومية.

وأضاف كنو: أعتقد أن الجانب النفسي يلعب دورا مهما، مما يجعل العملية تندرج تحت قاعدة «تكسير العظام»، ولكن مجملاً يعتبر السبب الرئيسي في اللجوء للمزايدات هو عدم وجود معايير واضحة لمعرفة القيمة الحقيقية للاعب بناء على أرقامه ومنجزاته وسيرته الرياضية، كما أنها لعبة وكلاء لخلق بيئة خصبة للمزايدات ورفع قيمة اللاعب مالياً في ظل قلة العرض وزيادة الطلب.