أحد مشجعي البرازيل يحتج على إقامة بطولة كوبا أمريكا. (EFE)
أحد مشجعي البرازيل يحتج على إقامة بطولة كوبا أمريكا. (EFE)
-A +A
عبدالعزيز النهدي (جدة) abdullazizNahdi@
واحدة من أغرب النسخ في تاريخ بطولة كوبا أمريكا، النسخة الـ47، تقام قسرا، بحكم قضائي، وسط تمرد من اللاعبين على إقامة البطولة، وتقاذف شعلة الاستضافة بين عديد من الدول، كولومبيا ثم الأرجنتين، وأخيرا البرازيل، وإصابات بالعدوى للاعبي المنتخبات بفايروس كورونا، وزد على ذلك نظام البطولة الذي يسمح للجميع تقريبا بالتأهل من مرحلة المجموعات إلى ربع النهائي!

كما تخلت الشركات الراعية عن البطولة، مثل شركة ماستركارد، بعد احتجاج ورفض من كولومبيا والأرجنتين، البلدين اللذين سحب منهما حق الاستضافة، وأثار ذلك جدلا وخلافا واسعا، بسبب ارتفاع معدل انتشار جائحة فايروس كورونا كوفيد-19، والخلافات السياسية والاجتماعية في كولومبيا.


لأول مرة يتخلى الرعاة عن البطولة منذ 30 عاما، ويتمرد اللاعبون على البطولة، يرفضونها علنا، ثم يوافقون على مضض لركل الكرة فيها.

حالة رهيبة من الإصرار على إقامة البطولة من قبل المنظمين، ضاربين بصحة وسلامة اللاعبين والجماهير والعاملين وهم بالآلاف، عرض الحائط.

ووسط قرابة نصف مليون حالة وفاة، وقرابة 20 مليون حالة مصابة، تعد البلد المستضيف البرازيل الأكثر تضررا من جائحة كوفيد في قارة أمريكا اللاتينية، والثانية عالميا بأكبر عدد من الوفيات، والثالثة على مستوى الإصابات خلف أمريكا والهند.

رغم كل ذلك، وافقت حكومة البرازيل على استضافة البطولة، وسط رفض شعبي ورفض رياضي بواسطة اللاعبين النجوم.

المدن الـ4 التي تستضيف البطولة يقاسي نظامها الصحي من حالة ضغط رهيب بنسبة إشغال في وحدات العناية المركزة تصل إلى 90%.

انطلقت بطولة كوبا أمريكا، بعد أن أقرت المحكمة العليا بعدم الموافقة على الطعون المقدمة لإيقاف البطولة بسبب تفشي جائحة كورونا في البرازيل.

ويبدو حسب التقارير المحلية والبيانات الرسمية، أن المحكمة قد وافقت على إقامة البطولة بمزاعم أن الأمر متروك للحكومة ورؤساء الولايات الـ27 في البرازيل.

الأمر الذي قوبل بالرفض والانتقاد من قبل قطاعات كثيرة في البرازيل، أبرزها القطاع الصحي، الذي يعاني من حالة ضغط شديد بنسبة إشغال عالية جدا تصل إلى 90%.

ورفض لاعبو منتخب السامبا أيضا إقامة البطولة، وقالوا في بيان رسمي «نحن ضد تنظيم كوبا أمريكا، لكننا لن نقول لا للمنتخب البرازيلي».

عشاق الكرة على موعد مع عرس كروي قاري آخر بجانب يورو 2020، لكن الفارق أن بطولة كوبا أمريكا تقام قسرا، دون رغبة وموافقة من اللاعبين، والجماهير، والقطاعات الأخرى الداعمة، وتقام فقط بموافقة الحكومة البرازيلية والاتحاد القاري، حتى الرعاة بعضهم انسحب، والبعض الآخر في حالة شك وقلق.

البطولة تبدو فرصة جيدة للأسطورة الحية ميسي، ليكسر عقدة النهائيات الثلاث التي خسرها، ليعانق اللقب الذي ما زال يطارده منذ زمن طويل، وأين؟ في ماراكانا، الملعب الذي خسر فيه حلم حياته، لقب مونديال كأس العالم 2014، أمام ألمانيا.

وهو حلم أيضا للأرجنتين، الساعية إلى تتويجها الأول منذ فوز راقصي التانغو بكوبا أمريكا في عام 1993.

البطولة القارية الأقدم في العالم، التي انطلقت في عام 1916، تقام على خمسة ملاعب برازيلية، تشارك فيها 10 منتخبات مقسمة على مجموعتين، يتأهل الـ4 الأوائل إلى ربع النهائي.