-A +A
إياد عبدالحي
قرأت قبل حين مقالا لجورج أورويل تم نشره بصحيفة التريبيون في العام 1946..!

• والمقال بالطبع كان من بين مجموعة مقالات تم جمعها في كتاب له بعنوان: الكتب مقابل السجائر..


• أجرى الكاتب في مقاله ذاك مقارنة بين مصروفاته المُسرِفة على التبغ والكتب فخرج لنا بنتيجة مفادها: أن القراءة واحدة من أرخص وسائل الترفيه بعد الاستماع إلى الراديو..

• لم تستوقفني النتيجة على الإطلاق، خاصةً أني من معاصري زمن تحميل الكتب فيه بالمجان..

• إلا أن ما استوقفني متأملًا مفردة: الترفيه التي استخدمها أورويل في صياغة عبارته الأخيرة في المقال..

• ومَن يعرف أورويل حق المعرفة يعلم تمامًا أنه دقيق جدًا في انتقائه للكلمات..

• أوَليس هو القائل: إذا أمكنك الاستغناء عن كلمة من النص، فافعل ذلك..؟

• بل أليس هو ذاته من قدّم لنا الحقبة الدكتاتورية البلشفية وآيديولوجيتها الاستالينية الماوية ببساطة: مزرعة الحيوان..!

• تلك الرواية الدستوبية التي كانت وما زالت أحد أهم نتاج الأدب في تاريخ البشرية..

• قبل أيام.. وأثناء متابعتي للجزء الرابع من المسلسل الإسباني الشهير: لا كاسا دي بابيل، استوقفني حوار لم يزد على ثوانٍ عشر، بإمكاني القول إني تلذذت به أكثر من تلذذي بكل ما في العمل من إثارة وإليكم سطره:

• ماذا تعرف عن الألم يا باليرمو..؟

• الألم هو مثل ذلك المُرابي.. الذي يترك لك دَينًا لا يمكنك سداده أبدًا..

• انتهى.

• يا للنشوة التي اعترتني من بلاغة الوصف..! وي كأني بها سيجار كوبي يعمُر تبغُه رأس نافث دخانه بعد أن غمر به كامل رئتيه..!!!

• وعذرًا من هذا الوصف..! فعلى ما يبدو أني ما زلت تحت تأثير مقارنة أورويل بين القراءة والتبغ..!