صلاح المولد محاطا بالزميلين إبراهيم عقيلي وعمرو سلام وصديقه محمد الجحدلي. (تصوير: عمرو سلام)
صلاح المولد محاطا بالزميلين إبراهيم عقيلي وعمرو سلام وصديقه محمد الجحدلي. (تصوير: عمرو سلام)




«عكاظ» تكرم الكابتن صلاح المولد.
«عكاظ» تكرم الكابتن صلاح المولد.
-A +A
ابراهيم عقيلي (جدة) iageely@
بعد «فلاشات» الإعلام ونجومية الشهرة، تصغر أحلام مهاجم الاتحاد السابق صلاح المولد فتصل إلى حد قوت يومه وزوجته التي تعيش معه في منزل صغير تشاركهم فيه الثعابين والعقارب، يقع في قرية قريبة من محافظة الجموم.

شهر كامل قضيناه ونحن نفتش عن الكابتن صلاح، بعد أن ظهر في مقطع فيديو يشكو المرض والفقر، لكن محاولاتنا المستمرة باءت بالفشل. فلا لاعبون حاليون يعرفون عنه شيئا، ولا بعض القدامى قادونا للوصول إليه. وبعد أن تسلل إلينا اليأس أعاد إلينا الكابتن سامي شاص الأمل من جديد، مقدما إلينا أحد مفاتيح صلاح وصديقه المقرب والشاهد الوحيد على معاناته الحقيقية، وهو زميله الكابتن محمد الجحدلي.


لنكتشف بعد ذلك أن صلاح يرقد من عشرة أيام في مجمع الملك عبدالله الطبي، بعد أزمة قلبية ألمت به دخل على إثرها المستشفى، لتكون هي الأزمة رقم 100، التي تدفعه للجوء إلى طوارئ مجمع الملك عبدالله الطبي في مكة المكرمة، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة رغم تفاؤله، لأنه يعيش أزمة مالية خانقة وظروفا معيشية صعبة.

وإليكم تفاصيل الحوار:

• كيف حالك اليوم؟ ولماذا أنت هنا؟

•• أعاني من أزمة قلبية متكررة بسبب ثقب في القلب يتسبب في زيادة السوائل في جسدي وتتجمع في منطقة البطن فينتفخ كثيرا جراء هذه المشكلة، وأنا على هذه الحال من سنين وأركن دائما للأدوية والمراجعات والتنويم المستمر، ولكن رغم كل ذلك أقول الحمد لله كثيرا، لأن الله يمنحني فرصة كل مرة ويكتب لي العيش رغم صعوبة الحالة، وكلي أمل في الله رغم أني أرى كثيرين يموتون بجواري ومنهم من أعرفهم فحالي أفضل بكثير.

• وكيف ترى الخدمات الطبية المقدمة لك؟

•• الحمد لله أحظى بعناية جيدة من المستشفى، وكلي أملي في أن أجد نقلا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وليس لشيء سوى لأني لا أجد مرافقا لي في كل مرة يتم تنويمي في المستشفى خاصة بعد أن فقدت ولدي في حادث وهو لم يتجاوز السادسة والعشرين من العمر، كما أني زوجت ابنتي بعد تلك الحادثة بقليل لتنتقل لمدينة الرياض مع زوجها لتضيق علي الحياة أنا وزوجتي، ولو تم نقلي للرياض سأجد المرافق والمعين بعد الله أنا وزوجتي، فمن يسهل لي تلك الرغبة والتي ستريحني كثيرا.

• هل لك مصدر دخل الآن؟

•• للأسف ليس لي أي مصدر دخل الآن سوى من يأتيني من أهل الخير الذين يعينوني من وقت لآخر وخاصة اللاعبين القدامى للاتحاد، وعلى رأسهم الأخ والصديق محمد الجحدلي الذي أخذ على عاتقه مهمة التنسيق مع أهل الخير من اللاعبين القدامى ويجلبون لي ولأسرتي مساعدات من أكل وشرب والحمد لله على كل حال، ولكن المشكلة أن هذه المساعدات ليست مستمرة لأن كل شخص له ظروفه والزميل محمد يغيّبه السفر في بعض الأحيان فتضيق بي الحال ولا نجد ما نسد به رمقنا. ولكن في النهاية نعيش ولله الحمد.

• وهل لك دخل من الضمان وحساب المواطن؟

•• استبعدني الضمان من سنين وما زلت أريد من يساعدني ليضم اسمي مرة أخرى، ووعدني أحد الأصدقاء بضم اسمي مجددا، وأخذ مني أوراقا على أمل أن يعود لي مرة أخرى، أما حساب المواطن فيصرف لي شهريا 500 ريال أنا وزوجتي ولا تفي بالحاجة، ولا تكفي لمصاريف الأكل والشرب الشهرية، وسيارتي التي معي هي باسم شخص آخر ولا أملكها وقد أفقدها في أية لحظة، فلو أملك سيارة أعمل عليها لكان وضعي أفضل.

• وهل تعتقد أن صحتك تساعدك على العمل؟

•• صحتي لا تساعد ولكن لا بد أن أعمل كي أفي بمتطلبات بيتي ومصاريفه فحالتنا الآن صعبة جدا، فلا وظيفة ولا دخل ثابت ولا شيء سوى مساعدات أهل الخير. ووظيفة زوجتي التي كانت تعمل بها في مدرسة قريبة تدر لنا ألفي ريال شهريا ولكن لم تستمر.

• ألم تعمل في أي مكان بعد أن غادرت الاتحاد؟

•• كنت أعمل أنا وسعد بريك وعيد مرشد بعد أيام الاتحاد ولكن بعد فترة من الزمن أقلت من عملي لتبدأ معاناتي من هناك، ثم عملت في أكثر من عمل مؤقت. عانيت كثيرا في حياتي وعانت معي أسرتي فالحال تغيرت، فمن بعد نجومية الملاعب والمكافآت تحولت إلى حياة الفقر والحاجة، حتى مسكني الذي أسكن فيه لولا أهل الخير لكنت ما زلت أسكن مع الثعابين والعقارب التي أراها بجوار منزلي كل يوم.

• المنزل الذي تسكنه حاليا طرأ عليه تغيير؟

•• نعم المنزل الذي أسكنه تم بناؤه من جديد من أهل الخير من الوسط الرياضي، لأن منزلي القديم عبارة عن عشش وحجر وطين، لا يصلح للعيش إلى أن سعى لي الزميل محمد الجحدلي وتحدث مع الكابتن خميس الزهراني جزاه الله خيرا، ليتحدث هو الآخر مع الأمير نواف بن فيصل ومحمد المسحل وتكفلا بالإضافة إلى خميس الزهراني ببناء منزلي من جديد بعد أن تم هدمه، والحمد لله تغيرت حياتي كثيرا عن السابق، فقد كنت أعاني الأمرّين من وضعي السابق، لذلك أشكر كل من وقف معي من لاعبين قدامى والأمير نواف بن فيصل ومحمد المسحل على هذه المبادرة الرائعة، وهم لا يعرفون الآن كيف ساهموا في تغيير حياتي وحياة زوجتي بعد منزلي الجديد.

• اللاعبون الحاليون ونجوم الكرة هل يسألون عنك؟

•• للأسف جميع نجوم الاتحاد الحاليين الذين يعيشون في رفاهية لا يسألون عني ولا عن زملائي من اللاعبين القدامى الذين عصفت بهم الظروف، ولم يسأل عني سوى سعيد العويران، الذي أرسل مرة مبلغا من المال ساعدني في معاناتي لأيام، وسأل عني أكثر من مرة عبر اتصاله واطمئنانه علي.

•هل لديك تواصل مع الجماهير الاتحادية الآن، خاصة جيل الثمانينات الذين عاشوا على مجدك ويتذكرون أهدافك؟

•• إلى الآن يطلب مني البعض التقاط صور معي، ويتحدثون معي عن وضع الاتحاد، فما زال الكثير يذكروني كثيرا، وأفرح بذلك كثيرا فمن الجماهير الاتحادية من هي وفية لحبها لنا كجيل سابق.

• هل تتابع الاتحاد الآن؟

•• قلبي الاتحاد، وقلبي موجوع للأسف، فما زلت أتابع كل مباريات الاتحاد، ومازلت أحضر في الملعب إذا سنحت الفرصة.

• ولكن ما هي مشكلة الاتحاد الآن؟ ولماذا لا يحقق النتائج المرجوة؟

•• الاتحاد الحالي يعاني كثيرا وليس هو الاتحاد الذي نعرفه، والسبب في ذلك هو غياب الروح، متى ما عادت الروح للاتحاد سيعود العميد إلى سابق عهده، فقد اعتدنا أن يكون الاتحاد عنيدا لا يقبل الهزيمة، فمتى ما سُجِّل على مرماه يعود للتعويض مرة أخرى.

• بداياتك كانت مع أي رئيس؟

•• بدأت مع الأمير طلال بن منصور ونائبه حسين لنجاوي، وما زلت أذكر الكثير من أهدافي القديمة وصداها في ذلك الوقت، لأني كنت متخصصا في شباك النادي الأهلي، وحظي كان كبيرا عندما أقابل الأهلي، وأذكر مباراتنا معهم التي انتهت بنتيجة 4/‏4 فقد تعادلنا بعد أن كنا متأخرين كثيرا، وهدفي في الدقيقة 45.

• كانت بينك وبين الجماهير الاتحادية شفرة، ما هي؟

•• الشفرة التي كانت بيني وبين الجماهير هي، «شغل الونان يا مولد»، عندما كنت أنزل لأرضية الملعب أسمع الجماهير ترددها، وكانت تبث فيّ الحماس الذي ينتهي دائما بهدف.

• ولكن من ساهم في تطوير مستواك هو الرئيس الراحل عبدالفتاح ناظر.

•• آآآه، نعم فقد وقف معي كثيرا، لو لم يمت عبدالفتاح ناظر لما وصل حالي إلى هذه الدرجة، فرحمة الله عليه، كان يساعدني كثيرا، وكان يسأل عني ويدعمني بكل ما يملك.