جين ساكي
جين ساكي
اللندنيون بدأوا يستمتعون بالشمس وإطلالة الربيع... من دون قيود صحية. (وكالات)
اللندنيون بدأوا يستمتعون بالشمس وإطلالة الربيع... من دون قيود صحية. (وكالات)




غابت الكمامات والتباعد عن مقاهي العاصمة الألمانية برلين. (وكالات)
غابت الكمامات والتباعد عن مقاهي العاصمة الألمانية برلين. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
صادف أمس (الأربعاء) 23 مارس 2022 مرور سنتين على إعلان أول إغلاق في بريطانيا. وكان قد توفي -آنذاك- أكثر من ألف شخص بوباء فايروس كورونا الجديد الذي أرعب العالم. وبعد مرور سنتين ارتفع العدد الى أكثر من 188 ألف وفاة. وخضعت المملكة المتحدة لعدد آخر من عمليات الإغلاق، بسبب ظهور سلالات فايروسية متحورة، أدت الى ارتفاع الإصابات الجديدة، وإلى صعوبات لا حصر لها في الحياة اليومية للناس. بيد أن ظهور اللقاحات مطلع سنة 2021 أتاح أملاً كبيراً في إمكان تبدل الوضع؛ إذ أدت اللقاحات الى انخفاض ملموس في عدد الإصابات الجديدة، وتضاءل عدد الوفيات، كما انخفض عدد المرضى الذين تم توصيلهم بأجهزة التنفس الاصطناعي. وعلى رغم هذه المؤشرات الإيجابية الى حد ما؛ فإن كثيرين أعربوا عن القلق من أن عدد الإصابات الجديدة بدأ يتصاعد في الآونة الأخيرة في بريطانيا، من جراء إقدام رئيس وزراء الإغلاق بوريس جونسون على إلغاء جميع التدابير الوقائية، التي سينتهي آخرها قبيل انتهاء الشهر الجاري، وهو مجانية الفحوص لجميع البريطانيين. وحدا ذلك بخبراء كثيرين الى التشديد على أنه ينبغي ألا تغامر الحكومة البريطانية بإهدار ما حققته اللقاحات من نجاحات في لَجْم الأزمة الصحية، وأن لا تعمد الى تفكيك النظام الوقائي بأكمله في لحظة واحدة. ويرى هؤلاء أنه لولا تلك الإجراءات الصحية لما أضحت بريطانيا مهيأة لمواجهة سلالة أوميكرون بهذه السهولة. والواقع أن معدل الحالات الجديدة ارتفع في بريطانيا خلال مارس الجاري الى 832 شخصاً من كل 100 ألف من السكان. وقال العلماء إن ذلك يعزى بدرجة رئيسية الى تفشي سلالة أوميكرون BA.2. وتعد أسكتلندا أشد مقاطعات المملكة المتحدة تضرراً من هذه الهجمة الفايروسية؛ إذ ارتفع معدل إصاباتها الى 1639 شخصاً من كل 100 ألف نسمة خلال الأسبوع المنتهي في 16 مارس الجاري. ويصل المعدل في إنجلترا الى 780 من كل 100 ألف شخص؛ وإلى 787 من كل 100 ألف نسمة في مقاطعة آيرلندا الشمالية. ويعتقد محللو مكتب الإحصاءات الوطنية أن شخصاً من كل 20 شخصاً في إنجلترا أصيب بكوفيد-19 خلال الشهر الجاري.

وبعد سنتين من أول إغلاق؛ لا يزال القلق ينتاب مسؤولي الصحة والإدارات الحكومية الأخرى بسبب ارتفاع عدد المتعافين الذين تم تشخيص إصابتهم بما يعرف بـ«كوفيد المزمن». وهم أشخاص لا يزالون يعانون -على رغم تعافيهم من كوفيد-19- من التعب الشديد، وضيق التنفس، وغشاوة الدماغ، وألم مزمن. وطبقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية؛ فإن نحو 1.5 مليون بريطاني يعانون مرض «كوفيد المزمن». ويمثل ذلك نحو 2% من سكان بريطانيا. وبين هؤلاء نحو 344 ألف شخص أصيبوا بكوفيد-19 قبل أقل من 12 أسبوعاً، في حين أن نحو 1.1 مليون منهم أصيبوا بكوفيد-19 قبل ما لا يقل عن 12 أسبوعاً. كما أن نحو 685 ألفاً منهم تعافوا من كوفيد-19 قبل سنة على الأقل. وقال ثلثا مرضى «كوفيد المزمن» إن قدراتهم على تسيير شؤون حياتهم اليومية باتت محدودة جداً. ولذلك حذر علماء بريطانيون أمس -بحسب صحيفة «الغارديان»- من أن «كوفيد المزمن» سيسفر عن خلق جيل من المعاقين. وقال أستاذ علم المناعة بالجامعة الإمبريالية في لندن البروفيسور داني ألتمان للصحيفة إن على الحكومة البريطانية أن تبذل جهوداً أكبر للمساعدة في تشخيص «كوفيد المزمن» ومعالجته. ووصف ألتمان «كوفيد المزمن» بأنه مشكلة عالمية، وليست بريطانية فحسب. وذكر أن الدلائل تشير الى أن أكثر من 5 ملايين نسمة حول العالم مصابون بهذا المرض. وحذر من أن هذا المرض يهدد ضحاياه في أرزاقهم، ومساكنهم، وقد يدفع بعضهم الى الانتحار. وقال إنه بحكم تخصصه في خلايا الذاكرة المناعية لاحظ أن بعض من أصيبوا بفايروس «سارس»، وهو أحد فايروسات عائلة كورونا، لا يزالون يعانون قدراً من الآلام، على رغم مرور ثماني سنوات على إصابتهم وتعافيهم منه.


أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي ليل الثلاثاء، أنها أصيبت بكوفيد-19. وزادت أنها لذلك لن تتمكن من مرافقة الرئيس جو بايدن خلال زيارته لأوروبا. وهذه هي المرة الثانية التي تصاب فيها ساكي بالفايروس. وأضافت أنها بفضل اللقاح الذي خضعت له لا تعاني سوى أعراض خفيفة. وكشفت أنها التقت بايدن في اجتماع بالبيت الأبيض الإثنين. لكنها قالت إنها لم تقترب منه. وأضافت أن بايدن خضع الثلاثاء لفحص PCR، وجاءت النتيجة سالبة. وأوضحت أنها ستواصل العمل من منزلها، على أن تعود للبيت الأبيض بعد خمسة أيام، وبعد حصولها على نتيجة سالبة. وذكرت أنها اكتشفت إصابتها لأنها خضعت لفحص PCR في سياق الاستعدادات لمرافقة بايدن الذي سيزور بروكسل ووارسو.

«الصحة العالمية» تنتقد تعجل إلغاء التدابير الوقائية

أنحى ممثل منظمة الصحة العالمية في القارة الأوروبية هانس كلوغي الليل قبل الماضي، باللائمة على عدد من الدول الأوروبية، التي قال إنها تعجلت إزالة القيود الصحية والوقائية، ما أدى الى الارتفاع الراهن في عدد الإصابات الجديدة في القارة الأوروبية. وأضاف أن بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا «ألغت التدابير الوقائية بشكل فظ». وزاد أنه لذلك تشهد 18 من دول القارة البالغ عددها 53 دولة ارتفاعاً في الحالات الجديدة الناجمة عن تفشي سلالة BA.2 المتفرعة من أوميكرون. وكشف كلوغي النقاب عن أن الأيام الـ7 الماضية شهدت 5.1 مليون إصابة جديدة، و12496 وفاة إضافية في المنطقة الأوروبية. وزاد أن التقديرات تشير الى أن سلالة BA.2 أسرع إفشاء لعدواها بنحو 30% مقارنة بأوميكرون. وقال إن الدول التي يثير وضعها الصحي قلقاً في الوقت الراهن هي المملكة المتحدة، والجمهورية الآيرلندية، واليونان، وقبرص، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا. ويرى عدد كبير من الخبراء الصحيين أن الموجة الفايروسية الحالية تعزى لأسباب عدة، أهمها انحسار المناعة المتأتية من اللقاحات بمرور الوقت، وطبيعة تسارع تفشي سلالتي أوميكرون وBA.2، وتخفيف القيود الوقائية، خصوصاً التخلي عن إلزامية ارتداء الكمامات، وإلغاء اشتراط حمل التصاريح التحصينية لدخول الأماكن العامة. ورفعت ألمانيا آخر قيودها الوقائية الأحد الماضي، على رغم أن معدل إصاباتها بلغ السبت الماضي 2619 شخصاً من كل 100 ألف شخص. وأعلنت النمسا أمس الأول أنها عادت اعتباراً من الأربعاء الى تعليمات ارتداء الكمامة.