-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
بلغت الأزمة الصحية ذروة من البؤس والضيق في أرجاء الولايات المتحدة، إلى درجة أن مستشفيات ولايات الجنوب الأمريكي لم تعد تتوافر لديها أسرّة شاغرة لاستقبال مزيد من المرضى. كما أن عدد وفيات ولايتي فلوريدا ولويزيانا بالوباء خلال الفترة الأخيرة تجاوز نظيره خلال الأزمة الشديدة الشتاء الماضي. وفضلاً عن ذلك فإن كثيراً من مشافي الولايات الأمريكية غدت تواجه نقصاً حاداً في إمدادات الأكسجين الطبي. وكان معظم الأمريكيين شعروا خطأً، بعد تباطؤ التفشي نهاية الشتاء الماضي، بأن بلادهم دحرت الفايروس. وبدأوا يعودون إلى حياتهم الطبيعية المعتادة قبل الوباء. وعمدت ولايات عدة، خصوصاً التي يحكمها الجمهوريون، إلى إلغاء إلزامية ارتداء الكمامات. وعادت المطاعم والحفلات الحاشدة إلى زحامها المعهود قبل اندلاع نازلة كورونا. وأدى ذلك إلى ارتفاع أصوات عدة للمطالبة بضرورة إعادة النظر في وضع التدابير الوقائية، خصوصاً بعدما ظل متوسط عدد الوفيات يزيد على ألف وفاة يومياً خلال الأسابيع الماضية. ويخشى العلماء أن يؤول الوضع الصحي إلى مزيد من التفاقم خلال الشتاء القادم. وزاد الأمرَ سوءًا قرارُ حاكمي ولايتي فلوريدا وتكساس الجمهوريين إعطاءَ السكان حريةَ الخضوع للقاح، أو رفضه. وعززت تلك السياسة تأثير الجماعات المناهضة للقاحات، لتنشط في بث دعايتها ضد التطعيم. وقال حاكم فلوريدا في مؤتمر صحفي أخيراً إن الضجة بشأن سلالة دلتا المتحورة وراثياً هي «هستيريا» صنعها الإعلام! وبحلول منتصف أغسطس ارتفع عدد وفيات فلوريدا يومياً إلى نحو 244 وفاة، مرتفعاً من 227 وفاة يومياً خلال موجة الشتاء الماضي. وأضحى عادياً أن يشاهد المرء شاحنات تقف بالقرب من مستشفيات عدد من الولايات، خصوصاً فلوريدا، لاستخدامها كمشرحة موقتة لحفظ جثامين المتوفيين بكوفيد-19، التي لم تعد مشارح المستشفيات تتسع لحفظها.