جدل بريطاني حول تطعيم الأطفال والمراهقين. (وكالات)
جدل بريطاني حول تطعيم الأطفال والمراهقين. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@
احتدمت معركة تطعيم المراهقين من سن 12 إلى 15 عاماً في بريطانيا أمس، بعد يومين من رفض اللجنة العلمية المشتركة للتطعيم والتحصين توصية الحكومة بتطعيم هذه الفئة العمرية. وفي تحدٍّ لعلمائها؛ نقلت صحيفة «ذا صن» أمس عن مصدر مطلع في رئاسة الحكومة قوله إن الحكومة سترسل قريباً خطابات بالبريد إلى الآباء والأمهات في منازلهم، طالبة موافقتهم خطياً على تطعيم أطفالهم. لكن اللجنة العلمية المذكورة استثنت من رفضها نحو 200 ألف طفل، أوصت بتطعيمهم، لأنهم يعانون حالات مزمنة في القلب، والرئة، والأعصاب. وفيما تمسك علماء تستشيرهم حكومة بوريس جونسون بأن تطعيم المراهقين ضروري الآن لتفادي أي اضطراب في تعليمهم عندما يعودون لمدارسهم؛ وصف علماء آخرون تطعيم هذه الفئة العمرية بـ«غير الأخلاقي»، بدعوى أنهم لا يواجهون أصلاً خطر الإصابة بكوفيد-19 ومضاعفاته .

وفي الولايات المتحدة؛ نقلت بلومبيرغ أمس عن مسؤولين أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تسعى إلى الحصول على مزيد من البيانات من شركة موديرنا، بشأن طلبها إقرار جرعة تعزيزية ثالثة من لقاحها المضاد لكوفيد-19. وكانت إدارة الرئيس جو بايدن أعلنت أنها ستبدأ إعطاء المسنين وذوي الأمراض المزمنة جرعة تعزيزية ثالثة من لقاح فايزر-بيونتك خلال الشهر الجاري. وأعلنت شركة موديرنا في وقت سابق الجمعة أنها أكملت بيانات تجربتها السريرية على الجرعة الثالثة من لقاحها، وقدمتها ضمن طلبها إلى هيئة الغذاء والدواء انتظاراً للموافقة عليها. وقال مسؤولون صحيون إن الهيئة تريد من موديرنا مزيداً من البيانات المتعلقة بفعالية جرعتها الثالثة.


من ناحية ثانية؛ شن رئيس الوزراء العالمي البريطاني السابق غوردون براون هجوماً حاداً على الدول الغنية، التي اتهمها باكتناز أنواع اللقاحات المضادة لكوفيد-19، في حين تفتقر الدول النامية والمتدنية الدخل إلى تلك اللقاحات. وكانت شركة أيرفينيتي البريطانية المختصة بتحليل تطورات الأزمة الصحية العالمية في لندن ذكرت أمس أن الدول الغنية ستتراكم في حوزتها بنهاية هذه السنة 1.2 مليار جرعة من اللقاحات المضادة للوباء. وأضافت أن بمستطاع الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية الغربية تلبية حاجاتها إلى اللقاح، بعدما نجحت في تطعيم 80% من سكانها، من عمر 12 سنة فما فوق ذلك، قبل تخويل منظوماتها الصحية لإعطاء السكان جرعة تعزيزية ثالثة. ويقول المنادون بمساعدة الدول الفقيرة إن من مصلحة الأغنياء تقديم كميات كبيرة لتلك الدول، لأن استمرار الوباء فيها سيعني استمرار خطر الوباء العالمي. كما أنه سيعني أيضاً احتمال تطور مزيد من السلالات المتحورة وراثياً، التي يمكن أن تؤجج الأزمة الصحية في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. ويذكر أن خبراء مستقلين كانوا قد ذكروا مطلع هذه السنة أن على الدول الغنية تقديم ما لا يقل عن ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى الدول الفقيرة بحلول منتصف سنة 2022.. وأشارت شركة ايرفينيتي اللندنية إلى أن تعهدات قمة الدول السبع الصناعية ودول الاتحاد الأوروبي بتقديم أكثر من مليار جرعة للبلدان المتدنية المداخيل لم يتم الوفاء بها.