نورة الشمري
نورة الشمري
-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@
بعد 22 سنة من إحساس نورة الشمري بأنها لم تعش طفولتها على أكمل وجه، إذ قضتها في تعلم حياكة الصوف، وجدت نفسها الآن بعدما بلغت 26 عاما، أن أمها كانت على حق، وأن الطفولة الضائعة ليست سوى خيال في عقلها الباطن.

تقف نورة خريجة الأدب الإنجليزي بكل فخر، لتعلن لكل من يلتقيها أن ضياع طفولتها كان سببا في العثور على حلمها الحقيقي، وتوصيلها إلى مبتغاها سواء في الشهرة، أو تحولها إلى علامة مسجلة، باسمها.


في واجهة موسم حائل، وتحديدا في حديقة الأمير سعود بن عبدالمحسن المجاورة لجبال أجا، لا يساور نورة الخريجة أي شك في أن كل من يقترب من بضاعتها لن يكون إلا من الطبقة الثرية، بعدما حولت مهارتها اليدوية الصوف إلى ملابس فاخرة لا يستطيع اقتناءها إلا الأغنياء، لأنها بأسعار قد لا تشاهدها إلا في بيوت الأزياء العالمية.

لكن ما يلفت النظر هو أن نورة تعرف زبائنها «من المشاهير» سواء من خلال منصاتها في التواصل الاجتماعي أو من خلال مشاركتها في المعارض والمناسبات والمهرجانات، وعمليات الشراء تتم بصورة سريعة وطلبات أخرى تتطلب أسابيع وأياما والبعض الآخر شهورا للانتهاء منها.

تستعيد نورة بداياتها، عندما رشحتها مدرستها في المرحلة الثانوية من قبل موهبة للسياحة والتراث، ليتطور الأمر بعدها، وتقول: «اشتريت صوفا بـ5 ريالات، وبدأت في حياكة غطاء صوف لجوالي في مكتبة الجامعة، وفوجئت بعد الانتهاء منه بأن طالبة أخرى طلبت شراء ما صنعته بمبلغ 20 ريالا، فلم أتردد في بيعه لها، من هنا بدأت التفكير في العمل والبيع».

وبين الـ5 ريالات رأس المال، تجد نورة نفسها تشتري اليوم صوفا بمبلغ لا يقل عن 5000 ريال، لتلبية طلبات الزبائن، وتقول: «هذا بحد ذاته بعث في روحي الحماس للانطلاق نحو تأسيس مصنع متخصص في صناعة الصوف يكون قادرا على توظيف السعوديات وينتج ملابسنا من أيدي بنات الوطن».

تخلت نورة ببساطة عن الوظيفة الحكومية التقليدية التي تحلم بها كل خريجة، وترى أن «الوظيفة كمعلمة مثلا لا يمكن أن تناسبني بعدما احترفت في مهنتي وتعرفت على أسرارها».

ولا تتخوف نورة من زوال مهنتها باقتحام التقنية والماكينات الصناعية التي في استطاعتها إنتاج آلاف القطع، وتقول: «على الرغم من وجود ملابس صوفية جاهزة في الأسواق إلا أنها لا تُعدّ منافساً للعمل اليدوي ولا وجه للمقارنة بينهما، ويمكن التفريق بينهما بسهولة؛ والأصباغ لا يمكن للمكائن ضبطها وتركيب الألوان فهي تعمل لتصنيع أقمشة تقليدية مصنوعة من النايلون سواء لشركات أو غيرها».

وتفتخر نورة بأن لديها «أمراء ووجهاء وشخصيات قيادية ورجال أعمال يثقون في صناعتي وحياكتي للملابس، ولهم بضاعة خاصة بهم وحياكة مختلفة».

وعن مشاركتها تقول: «في الجنادرية وفي بيت حائل شاركت وكونت شراكة قوية مع الزبائن من شخصيات قيادية بالإضافة لمهرجان عكاظ في الطائف مع سياحة حائل، وفي الكويت هلا فبراير، وفي راليات حائل الدولية وجميع مهرجاناته».